مقالات ورأي

لا للتسرع: بقلم / سيدي محمد ولد دباد

سيدي محمد ولد دباد

من باب التسليم باﻷمر الواقع وإيمانا منا بأن المرحلة الحالية تحتاج تدرجا هادئا حتى تثبت دعائم الديمقراطية الناشئة في بلد محفوف بالمخاطر فإننا نرى أن المرحله هذه تحتاج لرجل له خبرة وتاريخ في الحكم ومعرفة بمفاصل الأمور حتى يتسنى لنا الدخول بسلام في مرحلة يكون فيها الحكم عن طريق صناديق الإقتراع بدون تأثير مادي أوجهوي أوقبلي ولا يتم هذا إلا بعد أن نتدرج رويدا حتى نصل بأقل الخسائر فالطريق وعر والمنعرجات كثيرة والمفاجئات مرتقبة في كل حين! ولا ينبغي لنا زيادة السرعة في طريق كهذا . الآن وبعد بيان رئيس الجمهورية الذي قطع الطريق أمام دعاة العبث بالدستور فإن موريتانيا دخلت مرحلة جديده لها مابعدها وفُتحت لها فرصة يجب أن يغتنمها السياسيون بحكمة وهدوء . اختيار ولد عبد العزيز أو الطريقة التي اتفقا عليها ، أعتبرها مخرجا من مرحله ضيقه إلى فضاء أكثر اتساعا ورحابة ،، فمن الغباء أو التغابي أن يقارن البلد بأي بلد رست فيه الديمقراطية منذو عقود مثل السينغال مثلا ومن الحماقة أن تُقارن دولتنا بدول لها قرون تُمراس فيها التعددية الحزبيه وتربت فيها أجيال على العدل والمساواه وترسخت في أذهانهم الديمقراطية والتناوب السلمي السلس على السلطه بواسطة الإقتراع الهادئ الخالي من البذخ وحمل اللافتات العريضة والمركبات الفاخرة وهز العضلاة الناعمة بالمال العام . اليوم علينا أن ندرك أن المرحلة القادمه تحتاجنا جميعا كشباب وكأجيال تطلع لغد أفضل وتريد أن تنعم بالعدل وتعيش عيشه كريمة بدون غبن ولا إقصاء وتذوق طعم مواردها الضائعة أو المكنوزة في مخازن المفسدين ، ولن يتم هذا إلا بالحفاظ على المكاسب المتاحه والتطلع للمزيد بطريقة هادئة خالية من التسرع الفاشل ؛ حتى يمن الله على المستضعفين في الأرض ويُتم الله أمرَه لمن يؤمن بأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين./

سيدي محمد ولد دباد مواطن موريتاني مقيم في فرنسا 29/01/2019

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى