sliderالمبتدأ

المشكلة !!! فلاني غادي بكرو

إني حزين غاية الحزن، لدرجة لا يحق لي فيها كلام، هكذا أجد العافية في الصمت. فهو الطريقة الوحيدة التي أرتاح فيها من نفسي ومن الناس، أرحاما وخصوما وغرباء.
غير أن الصمت ليس سهلا. كما أنه ليس مستحيلا. فهو ثروة نادرة ومتوفرة في آن واحد. لذلك لا يجمعه أحد. لكن الناس تتنافس في البلاغة وتتنازع الكلام.
الصمت الذي أصبو إليه ليس تفكيرا ولا إستماعا ولا قراءة ولا تأملا ولا فراغا. فلو كان كذلك؛ لما كان لي فيه راحة من نفسي ولا من الناس. كما أن الصمت الذي أرتاح فيه ليس عدمية؛ لأني لا أفضل النوم ولا الموت على الحياة.
لكن ما هو السبيل إلى الحياة بصمت ! في انتظار الصمت الكبير الذي هو مصير كل حي.
إن الصمت حيرة وقصور، إنه باب بلا مفتاح نحو الفهم أو عدمه. بل هو المسافة الحقيقية بيننا وبين الأشياء والكلمات والكائنات كلها. ولا سبيل إلى الصمت على الداوام إلا إذا كان ندما على الكلام قولا وندما عليه إستماعا. لكن الندم عاجز عن إعدام الذاكرة. ذلك أن الندم كسائر الأفعال يدور مع صروف الدهر وينطبق على ما مضى وعلى ما هو قائم. دون أن يخرق جدار الزمن السميك. فلا أحد يستطيع أن يندم على فعل أو قول سيقدم عليهما مستقبلا إلا إذا ركب قطار الصمت في رحلة بلا تذكرة وبلا محطات وبلا عودة.
إن الصمت بالنسبة لي لا يتأتى قهرا ولا عجزا، فالنائم ليس صامتا والميت ليس صامتا. لأن الصمت لا يكفي أن يكون فعلا، بل ينبغي أن يكون مهنة. لكن هذه المهنة لاراتب عليها في الحياة ولا أجر عليها في الآخرة. إنها مشكلة. هذه المهنة . إنه مشكل هذا الصمت.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
…..
جبريل جالو … فلاني غادي بكرو رمضان 2024

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى