هاشتاق

ما دمنا نتحدث عن تحايل بعضنا على البعض

و خصوصا التشهير بالفقراء والمساكين والمحتاجين الذين ارغمتهم الظروف على ما قاموا به بالرغم من ندمهم واعترافهم بالجرم الذي قد يدخل في خانة ( لعوج) والل ( طول الظهر) وهي مسألة لا ينجو منها صالح ولا طالح، ولو قام كل شخص بالكتابة عن من تحايل عليه في صفقة مشتركة بينهما أو دين أخذه من عنده ولم يقم بتسديده لامتلأت الصفحات هذا العالم الافتراضي بما نسميهم بالمحتالين الذين هم بالفعل بعيدين كل البعد من التحايل، ولكن هناك من هو غير قادر على السداد فأمهلوه إلى أن ييسر الله له رزقا فيدفع إليكم مالكم، وهذا خير لكم في الدنيا والآخرة من التشهير به واتهامه بالاحتيال والسرقة،
وقد جربت هذا بنفسي وتعاملت مع أشحاص لسنوات كانوا أحسن الناس وأصدقهم ويوفون بالعهود ولكن مرت عليهم فترة للأسف لا يستطيعون توفير لقمة العيش لأسرهم ولكن الظروف ارغمتهم على أفعال ليست من شيمهم ولا أخلاقهم
وقد تغلبوا عليها لله الحمد، وأنا شخصيا مررت بتجربة مع شخص كانت بيننا معاملات، وطيلة الفترة التي عرفته فيها لم ألاحظ عليه أي سلوك مشين وكان شخصا متدينا و صادقا، وفي يوم من الأيام اتصل علي وقال لي: بأنه يريد أن يذهب إلى انواكشوط لأن أحد أفراد عائلته مريض ويريد مبلغ من المال وسيسدده بعد عودته إن شاء الله وهو شخص معروف وعنده محل في انواذيبو وله إخوة تجار في المدينة يمتلكون محلات للمواد الغذائية، وعندما ذهب إلى العاصمة انتظرته شهرا كاملا لم يتصل علي ومحله في انواذيبو مغلق وجميع أرقامه خارج التغطية، لم اتهمه بالتحايل ولم أتصل بأي أخ من أخوته في المدينة لأن حسب معرفتي به فهو شخص طيب ولكن الظروف والحاجة لكل أوقية منعته من الاتصال بي ، وبعد مرور ثلاثة سنوات اتصل علي رقم من السينغال وقال لي: هل عرفتني، فقلت له ما نلل ما اعرفتك، فقال لي أنا فلان
الذي تطالبه بالمبلغ كذا ولم استطع التواصل معك لأن ظروفي المادية كانت صعبة جدا وزوجتي مريضة وقد ذهبت الى العمل في بعض الدول الأفريقية وأنا الآن ميسور الحال ولله الحمد وقد سألت إخوتي إن كان قد جاءهم ( فلان) وسماني بالأسم يسأل عني فأجابوه بالنفي، وقال لي : المبلغ الذي تطالبني به موجود حاليا عند محل موريتانيا تلكون في الحنفية الخامسة، ودعا لي بالخير ووجدت أنا ديني ولم أخسر من كنت أتوسم فيه الخير، ما علينا سوى الصبر والانتظار فقط وحسن النية بالآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى