sliderتقارير

مصطلحات دعم الرئيس أو معارضته؟

فرغت النخب السياسية مصطلحات الديمقراطية من محتواها ؛ فصارت الموالاة موالاة شخص والمعارضة معارضة شخص!
وتم تحييد البرامج الذي يفترض أن تدعم أو تعارض ؛ وتحييد الوطن ومصالحه .

والحقيقة هي أن رئيس الجمهورية لا يحتاج دعما شخصيا فهو أعلى سلطة في البلد ؛ ويركز الدستور والقانون كل الصلاحيات في يده ؛ وله أن يتخذ قرارات ومراسيم كيف شاء ؛ وتأتمر السلطات الثلاث بأوامره .

فما جاجته لدعم شخصي له؟
إن الرئيس الذي يقبل فكرة الدعم لشخصه ؛ ينفخ في فراغ ؛ فالدول الديمقراطية لا تقاد إلا بنظام متماسك له مشروع واضح ؛ وذلك مالم يحدث في بلدنا حتى الآن ؛ ولأننا لم نصنع نظاما وطنيا متماسكا ؛ صرنا نعاني هزات انتقال السلطة الرئاسية بطريقة مؤلمة.

إن جوهر دعم الرئيس هو أن لا تكذب عليه إذا عينك على رأس وزارة ولا تمكر به إذا استأمنك على مهمة سياسية ؛ وأن تنفذ برنامجه الوطني إذا كنت عضوا في حكومته ؛ وأن تحرص على صناعة الأصدقاء والحلفاء له لاصناعة الأعداء.

وأن تحرص أن لاتكون سببا في اختلاق قلاقل في قطاعك حيث موقعك من الإدارة.

الموالاة هي أن توالي برنامجا وأن تكون رافعة له ؛ لا أن تكون عقبة في وجهه.
الموالاة هي أن ترفع للرئيس تقارير صادقة ليؤسس عليها تقديرا موضوعيا للموقف وقرارات ممتازة.
فهل تحققت مواصفات الموالاة تلك في كل من يدعون موالاة الرئيس ؟
وهل هناك ولاء للرئيس ولد الغزواني في الحكومة والحزب بذلك المعيار ؟
كلا.

وكذلك المعارضة الوطنية هي معارضة برنامج الرئيس والحكومة بتقديم برنامج أفضل منافس ؛ لا معارضة شخص والتطبيل لشخص آخر
ولابد للموالي والمعارض أن يمايز بين الوطن والنظام والحكومة والحزب ؛ وأن لا يخترق حدود الوطن وأمنه واستقراره وثوابته مهما كان عداؤه للنظام والحكومة والحزب الحاكم
فأين معارضتنا من ذلك ؟
الموالاة والمعارضة في موريتانيا مجرد مصطلحات ديمقراطية فارغة من الداخل ؛ لذلك يظل كل ادعاء للموالاة والمعارضة ادعاء كاذب مالم تقم عليه البراهين ببينات الإنجاز ومصداقيته ؛ وتلك بينات لم تبرز للعيان حتى الآن.

فالمشكلة في الوطن ليست شخصا نتخلص منه لإحلال شخص مكانه ؛ المشكلة هي الفشل في بناء مؤسسات تقود الوطن ؛ لاغير ؛ وبناء خطاب مواطنة راسخ موال ومعارض يحترم الشعب ومصالحه قبل أن يكون خادما للرئيس ورجال النظام.

تحالف دولة المواطنة والتنمية
الرئيس عبد الله ولدبونا

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى