يجري الحديث منذ عدة أشهر عن المغادرة الوشيكة لأنجيلا ميركل، حتى قبل الانتخابات العامة التي جرت في سبتمبر. ومع ذلك، استمرت ميركل في الظهور هذا الخريف في المؤتمرات الصحفية في برلين وقمة مجموعة العشرين لزعماء العالم في روما واجتماعات قادة الاتحاد الأوروبي وفي غيرها العديد من المناسبات.
والآن حان موعد رحليها عن المسرح السياسي الألماني فعلياً. ويحتل مكانها المستشار الجديد الديمقراطي الاشتراكي أولاف شولتز الذي نجح في تشكيل حكومة ائتلافية.
فماذا يمكننا أن نتوقع منه؟ هل سيكون هو الآخر مستشاراً ألمانياً كبير السن مثل غيره؟
شولتز أحد اللاعبين الرئيسيين في المؤسسة السياسية، وشغل مؤخراً منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية في عهد أنغلا ميركل. يُنظر إليه على أنه الرجل الهادئ والثابت طوال فترة أزمة فيروس كورونا.
يتحدث الالمان عن هيكلية جديدة للسلطة (ماخ أرتشيتكتور) في بلادهم وسيكون لذلك ثأثير ملموس على صعيد السياسة الألمانية في الداخل والخارج.
حلفاء ديناميكيون وأقوياء
كان أسلوب ميركل في الحكم هو القيادة من قمة هرم السلطة الى القاعدة، وكان وزراء الحكومة أقل بروزاً، اشتكى من ذلك شركاء التحالف معها على مر السنوات وقالوا أنهم كانوا مغمورين ومهمشين بشكل عام.
ولكن تلك الحقبة انتهت. سيتمتع شركاء التحالف الجديد، حزبا الخضر والديمقراطي الحر، بالكثير من السلطة. ليس فقط بسبب الوزارات البارزة التي وُعدوا بها مثل الخارجية ووزارة الاقتصاد والبيئة الجديدة لحزب الخضر؛ ووزارة المالية للديمقراطي الحر.
قادتهما أصغر سناً من أولاف شولتز، ويُنظر إليهم على أنهم أكثر ديناميكية بكثير. وحصلت أحزابهم مجتمعة على نسبة أصوات أكبر من حزبه الاشتراكي الديمقراطي.
سيسمح لهم ذلك بالضغط بقوة من داخل الحكومة لتنفيذ ما تعهدوا به لناخبيهم مثل تحديث ألمانيا وإزالة انبعاثات الكربون والرقمنة والتغيير.