هاشتاق

#التكفير_الافتراضي

يقول الفيلسوف السعودي عبدالله القصيمي “إن من أسوء ما في المتدينين، أنهم يتسامحون مع المفسدين، و لا يتسامحون مع المفكرين”

حين أرى خُدّام المعابد، جماعات الكهنوت.. يصفون الدكتور المثقف أبو العباس ولد أبراهام بالجهل، ويرمونه بالكفر .. أضحك حتى أسقي جلسائي، من دموعي..!
وأبكي على فهم قومي.. حتى تنوح كهوف الجبال، من حُرقة قلبي..!

و أستحضر تاريخ الأفكار، وأقرأ كجرّاح قلب، شرائط تخطيط قلب الكون النابض، منذ أول عقلٍ جلسَ القرفصاء على ضفة نهر الفرات، وعجن الطين ليخط عليه للإنسان أول حرف، بأول قلم، قلّمت أطرافه بإحتراف، ليترك أقدم أثر لنص كتب في التاريخ، وكأنه آثار قدمي عصور يقفز على الطين..

ولتبدأ ثورة العقل، بانعكاسها في ما بعد على الصخر، والقماش، و الخشب، حتى أخترع الصينيون الورق، فساد نور العقل كل بقاع الأرض، واستغني الناس عن كهنة آمون، بعد ما أدركوا أن شمش الإله البابليين ، ورع إله المصريين.. ماهما إلا أشعة نجم عملاق في مجموعتنا الشمسية..

فأمست معابدهم العملاقة، مصادرا لجلب السياح، لينفضوا جيوبهم في تلك الأرض المباركة، التي شُيّدت معابدها على جماجمٍ دون أدمغة، تماما مثل المومياءات منزوعة الدماغ، التي وجدت مدفونة، في مقابر تلك المعابد…

منذ ان أيقن الإنسان، أنّ الذي خلق هذا الكون، علم الانسان بالقلم، ما لم يكن ليعلمه من أسفار السماء، وصحف الأحبار ، وأناشيد مريم العذراء..
فآمن أهل العقل بما كُتب دون جهل، وآمن أهل النقل بما أنزل على جهل.. فتفرقت بهم الطرق، ولم يلتقيا أبدا من بعد..

فكان التمييز في النص صريح للمفكرين، بوصفهم بأولي الألبان، وأثرهم على الأرض دليل على صحة منهجهم..!

من يظن أن متقوقعا، لم يخرج من نطاق مجتمعه الضيق، ومعتقده المبني على فقه أصحاب الفروع، و لم يعمل عقله أبدا في غير فرجه وبطنه… سيتساوى مع من ينهلون من علوم الكون في نَهمٍ، ويدرّسون تاريخ الأفكار، في الصروح العلمية العالية، لأبناء أهل الحضارة الكونية الأولى، وأهل الفكر، والعقل..
هو كمن يظن أن فيلسوفًا، سلك طريق المعرفة، منتهجا أساليب النقد العقلية..سيتساوى مع غيره من طاردي الجن بالبخور، والطائفين بالقبور.. هو إنسان ظالم لنفسه، قبل أن يكون قاصر عن إدراك، المستوى الفكري للدكتور أبو العباس.

سيدي أحمد أحمد اطفيل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى