ثقافة ومجتمع

قصة تأسيس مدينة لعيون:

كان موضع العيون مملوكا لفخذ أهل آب البوصاديين وكان أحد رجالاتهم يدعى سيدي ولد حنطار يملك حديقة نخيل قرب شلال لكليتة في الناحية الغربية من العيون .
وفي طريقهما إلى تكانت – نهاية الثلاثينات – مر الزعيم الناصري عثمان ولد بكار رفقة ضيفه أج ولد محمد محمود شيخ أولا سيدي الوافي بموضع العيون ، فأقترح أج ولد محمد محمود على صديقه عثمان استقرار الحلة بموضع العيون وغراسة النخيل فيه ،استعذب عثمان الفكرة واتصل بجماعة أهل آب وطلب منهم التنازل لصالحه عن موضع العيون ،وفي رواية أن عثمان ولد بكار اشترى منهم الموضع ولكن رواية أخرى – أكثر وجاهة- تؤكد أن جماعة أهل آب أهدت موضع العيون لعثمان إكراما له،وأن عملية شراء حصلت بالفعل لكن
كانت بين وجهاء جماعة أهل آب وابن عمهم سيدي ولد حنطارصاحب حديقة النخيل في العيون ،حيث دفعوا له 12ناقة بينها واحدة “زرقاء” مقابل التنازل لعثمان عن موضع العيون وهو ما استجاب له الرجل ..وبعد انتهاء موسم “الكيطنة” عاد عثمان من رحلته إلى تكانت – والتي تزوج فيها بأم ولده محمد المختار- وقد أرسل أج ولد محمد محمود مع ضيفه عثمان فسيلات من نخيل الرشيد صحبة متخصصين في زراعة النخيل،فتم بناء دار أهل بكار في العيون عام 1938 وزرعت فسيلات النخيل بالقرب من بطحاء العيون.

وفي العام 1945قررت الإدارة الاستعمارية تحويل العيون إلى مركز إداري في الحوض الغربي بعد تداعيات أحداث أم اشقاق المؤسفة.المكان الحالي للمدينة كان يسمى (عيون المكفه) أي “مكفه أفله” (خلف هضبة أفلة) بينما كانت “عيون العتروس” تطلق على موضع جنوب العيون الحالية( وكان يسمى زمن المرحلة الاستعمارية أيضا “عيون سورس” وتسمى حاليا دار السلامة. .) لكن الإدارة الاستعمارية عندما طبعت المرسوم المنشئ للمدينة كمركز. إداري وقعت في خطأ ، إذ خرج المرسوم و فيه عيون العتروس بدل عيون المكفه.وبدل تصحيح الخطأ كابرت الإدارة الاستعمارية وقررت الإبقاء علي التسمية وصارت تعاقب من لا يسمي عيون لمكفه بعيون العتروس. بل يقال أن الحاكم الفرنسي -حينها- ذبح تيسا (عتروس)وعلق رأسه علي إحدي الأشجار امام مكتبه لمدة طويلة تتويجا رمزيا للتسمية. لكن بعض أهل المنطقة من الأكابر التقليديين كانوا لا يدعونها إلا بعيون المكفه ومنهم المرحوم فال ولد اصنيبه.
وستصبح العيون فيما بعد واحدة من أجمل وأعذب مدن موريتانيا ،وستستقطب مجموعات سكانية من آفاق مختلفة ،ومن أحياء العيون ذات التسمية المثيرة ،حي “خويندي” وتعني “خاي الصغير” وهو إسم حي بيظاني في مدينة خاي المالية،ومن أحياء العيون “الداخلة” و”العرقوب” وهي تسميات تعود إلى تعلق السكان بالصحراء الغربية خصوصا أن بعض العائلات ذات الجذور الصحراوية تقيم في هذه الأحياء.

وعشية تحويل إلادارة الاستعمارية عاصمة الحوض الغربي من أنيور الي لعيون انتقلت أسر وشخصيات عديدة من انيو ر الي لعيون ومن هؤلاء تجار ولاتيين مميزين مثل : عبدالرحمن وعلاتي وأيدة و أحمد بوب الذي كان لفترة طويله رئيس القرية (chef de village)بمثابة عمدة حاليا وكان من هؤلاء التاجر اللبناني فريد حاتم والتاجر المالي دانديقه وغيرهم ولعبت شخصيات أخرى أدوار مهمة مثل قاضي المدينة الداه ولد الطالب اعبيدي (وقاض بلعيون يدعى بيا) أي بي ولد سليمان والقاض النموه ولد سيدي عالي والداه ولد الذيب وخنه ولد حناني . وسياسيي المدينة الأوائل: شيخنا ولد محمد لقظف وسيدأحمد لحبيب ولد الحسن ومحمد المختار ولد بكار و ،سيدي بونا ولد سيدي وبونه ولد اعبيدالله الحسن ولد صالح وباب ولد عبدي ولد اعلي وغيرهم ومن علماء العيون غلام صاحب محظرة قرآتية رائدة والزين ولد الإمام ومن صلحاء العيون،مثل : شيخنا ولد يب النوهة بنت الشيخ حماه الله وحمادي ولد زين العابدين وشيخنا ولد الطالب مصطف وباب ولد اعلي محمود …. وأدبائها الظرفااء مثل التاجر همام افال و الوجه السياسي الاجتماعي محمد محمود ولد بهلي ،والزعيمة أمباركة بنت الشح. وفنانيها مثل صمب ولد السيد ولاله بنت اعل خدجه،والسادة حمادي ولد عكريش وعبدي ولد اعل لحمر، من دون أن أنسى الدور الريادي للقابلة المشهورة زينب با (جينب با) . والأساتذة والمعلمين مثل : سيداتي ولد بابه ،بشير دمبه ،سيدعالي فرانسوار.والجيل الثاني من التجار محمدي ولد العاقب وبيب ولد اكبار ومحمد أحمد ولد الخرشي .وعبد القادر ولد جدأم وانيدي وأحمدو ولد بلل . والدور البارز الذي لعبه اصحاب المخابز في دعم الرياضة المحلية وهم المالي “جاوندي” ممول فريق المركز والسينغالي عمار صار (تم للأسف تسفيره 89) وهو ممول فريق اخويندي.وأخيرا من ادخل البسمة على أهل العيون “عربور”. والطبيب الذي يهرب الأطفال منه بسبب تخصصه في الختان (تامبور) وأخيرا جندر مولانه الشيخ ولد سالم.رحم الله الجميع.

الباحث سيد أعمر ولد شيخن

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى