sliderمقالات ورأي

وكلاء أمن الطرق ..شمعة في نفق مظلم!

تجربة سنتين من التدريس في المدرسة الوطنية لأمن الطرق ، حاولت من خلالها أن ألامس مايحتاجه التلاميذ في المدرسة في عملهم الميداني من معارف قانونية ، ونصائح عامة ، حتى يتمكنوا من أداء وظائفهم على الوجه المطلوب ، وقد ساعدني في ذلك من قام به المدير العام للتجمع العام لأمن الطرق الجنرال محمد ولد لحريطاني من إعادة لهيكلة القطاع ، و حرصه على أن يقوم القطاع بالمهام المسندة إليه على الوجه المطلوب .
بالرجوع إلى القانون رقم 032/2010 ، المنشئ للتجمع العام لأمن الطرق ، وكذلك المرسوم رقم 188/2010 المتضمن لتنظيم وتمفصل التجمع العام لأمن الطرق ، تتضح لنا مهام القطاع بشكل نظري واضح ، والتي تتمثل أساسا في تسهيل وانسيابية المرور ، وضبط مخالفات السير ، وإعداد المحاضر .
أما عند ممارسة تلك المهام بشكل ميداني نلاحظ أن وكلاء أمن الطرق أثناء ممارستهم لوظائفهم يصطدمون بواقع معقد ، ومناخ صعب ، وبداوة سلبية ، وتركيبة اجتماعية خاصة ، لا تساعد على التنظيم ، من ما يجعل جهدهم مضاعفا ، فتكون وظيفتهم بذلك شبيهة بشمعة تضيئ في نفق مظلم .
ما يغيب عن الكثير أن أي تنمية اجتماعية ، وثقافية ، وسياسية ، وحتى دبلوماسية تحتاج إلى طريق سالك حتى يكون الموظف في مكتبته ، والطالب في قاعات الدرس ، والطبيب في المستشفى .
تحتاج سيارة الاسعاف التي تحمل شخصا ينزف دما أن تجد طريقا سالكا ، بل وتحتاج سمعتنا في العلاقات الدولية أن يمر الدبلوماسي في ذهابه وإيابه بطريقة تحفظ ماء وجه العلاقات الدولية .. وبمعنى أدق يحتاج كل واحد في كل بقعة من أرضنا أن يجد طريقا سالكا وآمنا إلى وجهته .
ومن أجل ذلك وجدت قوانين السير ، وإشارات المرور ، ووضعت الغرامات والتفتيش والمعني بالدرجة الأولى في تنفيذ كل ذلك هم وكلاء أمن الطرق .
وكيل أمن الطرق ، إنه ذلك الشاب اليافع ، في بدلته الداكنة وصفارته ، والذي تلقى تكوينا بدنيا ،ونفسيا ،ومعرفيا ، وترك الأم والولد والظل ، ليقف في الشمس الحارقة والغبار ، وفي البرد الشديد ليلا من أجلنا جميعا .
من أجل وصولنا لوجهتنا ، من أجل سلامتنا الطرقية ، من أجل البحث والتحري عن كل ما من شأنه أن يضر البلاد والعباد .
أيها المستيقظ من غرفتك المكيفة ، وأنت في سيارتك المكيفة إلى مكتبك المكيف ، سيصادف في الطريق أخ لك في الوطن والدين ، له أهل وأحباب ومشاعر … ، لم يتول تسيير أوقية من المال العام ، يرتدي زيا رسميا ، همه ووظيفته أمنك وسلامتك الطرقية .
إذا كنت أنت مالك السيارة تعاني من مشاكل وضغوطات نفسية ، وعجزت عن تسديد مخالصات خاصة بسيارتك ، أو كانت سيارتك تفتقد لشروط السلامة المرورية ، فهي أمور تخصك لاعلاقة لها بمن تم اكتتابه من أجل سلامتك .
سنحتفل قريبا بتخرج دفعة جديدة من وكلاء أمن الطرق ، دفعة جديدة من الشموع ستنير الطريق ، وتنير السالكين ، وتنير طريق التنمية الشاملة المنشودة .
تحية خاصة وخالصة لكل وكلاء التجمع العام لأمن الطرق ، وللقيادة العامة للتجمع .

القاضي أحمدو بمب ولد محمدو
أستاذ بالمدرسة الوطنية للسلامة الطرقية
أستاذ بالمدرسة الوطنية للشرطة
أستاذ بالمدرسة الوطنية للإدارة
أستاذ بجامعة نواكشوط
أستاذ بجامعة العلوم الإسلامية بالعيون

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى