sliderهاشتاق

من المسؤول عن تجاهل هذه المواهب؟

من بين عدد كبير من الجامعات (أكثر من جامعة من البلد الواحد) حافظ هؤلاء العصامييون على مراكز الصدارة الأولى عبر كل المراحل الماراثونية وصولا إلى نصف النهائي.
المنافسة لم تكن عادلة بالنظر إلى دخول أكثر من جامعة من البلد الواحد ودخول جامعات عالمية تضم متسابقين من جنسيات مختلفة جمعهم فقط الانتماء للجامعة.
فالكثرة تغلب الشجاعة. ولكن مع كل ذالك أبان شجعاننا أن معدنهم كان من عالم آخر، عالم لم يبق من الأحياء فيه إلا القليل.
لا تستغربوا أن هؤلاء لم يُحضّروا في مخيمات مغلقة قبل المسابقة ولم يتدربوا على يد مدربين محنكين في علم المناظرات الذي هو علم صعب عبر العصور وإنما كانت جهودهم ذاتية نابعة من ثقافتهم الواسعة وحب اطلاعهم الذي نشؤوا عليه في هذا المجتمع الصحراوي المحب للنهل من المعرفة لأجل الثقافة والثقافة فقط، وهو ما صار عزيزا في عالم اليوم بين أفراد الأمم والشعوب.
تخيل لو أن هؤلاء حصلوا على معشار ما توفر لنظرائهم من التأطير والاهتمام كيف ستكون النتائج؟
أجزم أنه لم يصل إلى أضعف واحد منهم أقوى واحد من المناظرين (هذا العلم له قواعد ومنطق خاص به وهو فن أن تكون
على صواب دائما).
لكن ما يحز في النفس هو ما كتبه عباسي مدني عن حال تعاطي الوزارات الوصية و”المعنية” بهم حتى وصل الحال باستدعاء الأمن لطردهم من مكتب السكرتير.
لكم الله يا كل مواهب هذا الوطن.
وهذا ليس بغريب على الجهات الحكومية في مثل هذه الحالات. فعبر تاريخ مسابقات القرآن العالمية الطويل التي يمثل فيها حفاظ متقنون موريتانيا لم يحصل لأولئك المتسابقين دعم أو تبن إلا ما كان على استحياء على شكل دورات لا تتجاوز الساعات وذالك بعد إلحاح المتسابقين وطلباتهم المتكررة على مدار أكثر من عشرين عاما بعد تلك العشرين حصلوا على تلك الدورات الارتجالية التي لا تتجاوز في مدتها ساعات في يوم مضغوط.
رغم أن هؤلاء المتسابقين اختارتهم الدولة بعد إجراء منافسات مفتوحة للجميع وبعد تلقي الدولة طلبات رسمية من البلدان المنظمة لتلك المسابقات عبر سفاراتها في البلد،
(يعني أمر رسمي وفوق العادة ومع ذالك لم يحصل أي دعم للمتسابقين عبر كل تلك السنين.)
فكيف سيكون الحال بالنسبة لمتسابقين فرديين عصاميين يطلبون العون والدعم على غرار باقي دول العالم هل على هؤلاء وأمثالهم من اليوم وصاعدا الانتظار أربعين عاما ليحصلوا على تبن منقوص.
إننا أمام ظاهرة تنصل المسؤولين من مسؤولياتهم في مثل هذه الحالات التي لو تكلم أصحابها لملؤا هذا الفضاء حسرة ولوما لأولئك الذي يفترض أنهم جهات وصية يكفي إعلامهم بالأمر ليبادروا إلى القيام بواجباتهم،
لكن أولئك يبحثون دائما عن المخارج والأعذار (لن يعدموا عذرا : ليس من الاختصاص، مشغولون بما هو أهم، راجعون غدا… إلى آخر تلك الكلمات التي صارت اسطوانة محفوظة).
حان الوقت لأن تتم محاسبة هؤلاء وأن تتوقف الارتجالية في دعم المتسابقين الممثلين لموريتانيا في أي مجال أو فن وأن لا تكون هناك انتقائية لذالك الدعم في مجالات وترك أخرى، وأن تتغير ثقافة تعامل الجهات المعنية مع مثل هؤلاء،
فهؤلاء وإن كانوا يسعون لمكسب خاص وهو التتويج إلا أنهم كذالك يسعون لمكسب عام وهو الإعلاء من شأن بلد عرف بالعلم والعلماء والثقافة وغيرها من المجالات.
لا بد أن تتم محسابة المقصرين حتى توضع الأمور في نصابها وحتى تتوقف هذه الفوضى ويوقف هذا الهروب من المسؤوليات نهائيا ويفتح فصل جديد في هذة الجوقة. تفتح صفحة بيضاء يكتب فيها ما ينبغي أن يكون ويحرص على تنفيذه ويعاقب المقصرون في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى