رائعة جديدة للفقيه الشاعر: أحمدو حبيب الله (المهدي)

هلموا بنا أُولِي النهى والبصائر
ليُسمِعَ كلٌّ رأيَه بالتحاوُر
ونبدأَ بالإسلام، مصدرُ حُكمِه
لأخذ النواهي كلها والأوامر
أهو كتاب الله ليس سِواؤُه
أم السنةُ الغراءُ أعلى المصادر
وما الحكم فيما إن بدا من تعارض
فأيُّهما يُقضي عليه بالآخَر
وهل يُذْكَرُ الإجماع في حق أمة
تَفرَّقَ قدمًا دِينُها في الحواضر
فأصبح كل يقتفي منه حزبه
وَدَبَّ خلاف بينهم جِدُّ ظاهر
وليس مُتاحًا جمعهم لِتَحاوُر
وليس مُتاحًا جمعهم للتَّناظُر
ألا نستطيع اليوم دون عواطف
حوار أخي وِدٍّ وصدق مشاعر
لنأخذَ من علم الكتاب روائعا
ونجعلَها نبراس فقه معاصر
وإن كتاب الله جَلَّ يجيبنا
ولو كان شيءٌ في خفيِّ الضَّمائر
ويغني عن الكتب الصحاح جميعها
ولم يغن عنه ُ كل ما في الدفاتر
ولا شيء من كتب التراث مقدس
ولو صُحِّحَت في زعمنا بالتواتر
ولا خير في فقه يُحَيَّدُ عقلنا
ويلزمنا فكر العصور الغوابر
لنشرب ريق البعض منا سفاهة
ونشرب حُمْقاً صِرْفَ بول الأباعر
وننسخ قول الله جل جلاله
ونعلي جهارا ذاك فوق المنابر
أيُنسَخُ قول الله يا قومُ بالذي
يصححه رواة علم العشائر
ويروون عن زيد وعمر ومالك
وكلهم قد صار بين المقابر
فسلسلة من هكذا من قبورنا
محالٌ تفيد القطع دهرًا لناظره
ولم يُجْدِ نفعا ذكرهم لصحابة
كرامٍ كعبد الله فضلا وجابر
فحاشاهم أن ينسبوا لنبينا
كلاما له القرآن ليس بناصر
ولا حفظ إلا للكتاب فلا تكن
تُقَدٍّسُ شيئا جهله غير ضائر
يصححه الحكام كي يحكموا به
شعوبا ولا يبقى مجال لثائر
ويُشْبِع بعض نزوة بفؤاده
فينسبَ للإسلام سَبْيَ الكوافر
وينسبَ للإسلام زورًا تفاوتًا
لعوراتنا باسم الإما والحرائر
ويجعلَ من ألواننا وأصولنا
معايير تفضيل بشكل مغاير
ويأتي برجم لا دليل يقره
سوى عقل مجنون غبي وجائر
كمن يقتل الإنسان ظلما لدينه
ومن شاء فليكفر ولو غير كافر
وإن من الإجرام قولك عبدنا
جهارا بها كالعنصري المجاهر
ونشركم الإرهاب باسم شريعة
هي السلم دومًا من عظيم الكبائر
فأنتم به تقفون قول ابن لادن
وهو به يقفو سبيل الظواهر
وكلهم في فهمه قد عرفته
وكانوا مثالا للجهول المكابر
كمثل الذي شاهدته عند داعش
ولا فرق يلفى بين باغ وغادر
فكلهم يروي أحاديث عنده
تبيح له قتل الصديق المجاور
أيُعقَلُ هذا والكتاب خلافه
وينطق بالحق المبين المباشر
ينادي بنشر السلم والسلم دينه
ودين جميع الأنبياء الأكابر
تقولون هذا ديننا نحن وحدنا
ونحن به حزنا جميع المفاخر
ألم تسمعوا قول الحطيئة في الهجا
وإني بفن الهَجْوِ لست بشاعر
فمن أنتم إنا نسينا من أنتم
وريحكم من أي ريح الأعاصر
قضى الله خلق الناس ثم خلقتم
بقية خلق الله آخر آخر
فلم تسمعوا إلا بمن كان قبلكم
ولم تدركوا إلا مدق الحوافر
وإن سؤالي للجميع مباشر
وقولي صريح لست فيه بحائر
فهل نستطيع اليوم عرض تراثنا
على ظاهر القرآن دون تشاجر؟
(هذا هو سؤالي).
وأشكركم والسلام عليكم
أحمدو حبيب الله (المهدي)