ذ/ أحمد سالم ولد بوحبيني.. رجل بألف رجل
لايمكن الحديث عن المشهد الحقوقي في موريتانيا دون استلهام شخصية الرجل الذي حول مسار اللجنة الوطنية لحقوقالإنسان من هيئة إن غابت لاتنتظر وإن حضرت لاتستشر، صنع من النموذج الموريتاني مثالا يحتذى به في المنطقتين العربية والافريقية.
ابتداء فرض الرئيس ذ/ أحمد سالم ولد بوحبيني حضور وهيبة اللجنة باحترام المساطر التنظيمية والإجرائية واضعا نصب عينيه ضرورة التقيد بمبادىء باريس لتعزيز وحماية حقوق الإنسان والتي تنص على احترام آلية انتخاب أعضاء اللجنة،دون التعدي على اللوائح والمساطر المنظمة والتي تحدد الحصة الضامنة للتنوع مفسحا المجال لاختيار ذلك الكوكتيل من الأعضاء الذين يتم اختيارهم بالتعيين والبالغ عددهم ١٣ عضوا.
ولد بوحبيني وطني حتى النخاع جعل سمعة البلد فوق كل اعتبار، دون التنازل عن مسؤولياته، بسيط حد التواضع لايرد سائلا ولايمنع احدا من بابه، يتمتع بنظرة استشرافية للمستقبل القريب والبعيد، وأصدق مثال على هذه النظرة خرجته الموثقةوالموفقة التي حثت رأس النظام السابق حينها على احترام الضمانات الأساسية للمتهمين والتقيد بالمساطر القضائية.
لم يأت هذا الحرص من فراغ فقد أمضى الرجل بعد تعيينه ٦ أشهر في البحث والتحري قبل الشروع في تولي مهام عمله بهدف الاضطلاع على المبادئ التي تحددها كل الاتفاقيات والعهود والمواثيق في مجال حقوق الإنسان وكانت النتيجة اتقانا وحضورا خلق نظرة احترام وتقدير لرأس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان حيثما تواجد وفي جميع المحافل الدولية، كان محط اعجاب المسؤولين الدوليين والسفراء العرب، وفي آخر خرجاته الناجحة في مؤتمر التغييرات المناخيةوحقوق الانسان ما بين ٢٢/٢٣ فبراير ٢٠٢٣ الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة مثل بلادنا أحسن تمثيل، وتلقى دعوة لزيارة مركز الجزيرة للحريات وحقوق الانسان، كان في استقباله رئيس المركز سامي الحاج، وبعد ذلكم استقباله من طرف المديرالعام لقناة الجزيرةالذي خصه بفسحة طويلةمن الوقت لفتت انتباه صحفيي قناة الجزيرة، واشاد به وبمستواه المعرفي، حيث قام بجولة في القناة بنسختيهاالعربية والانكليزية ووقع على صورة تمثل التضامن مع شيرين ابو عاقلة باعتبارها رمزا من رموز حرية الرأي والتعبير.
أيام بعد هذا التمثيل المشرف عاد الرئيس ذ/أحمد سالم ولد بوحبيني لاستقبال وفد من وزارة التجارة الأمريكية زار بلادنا لمراقبة تأهل موريتانيا لقانون النمو والفرص في إفريقيا وكانت ردود ولد بوحبيني على أسئلة اللجنة وعددها ٦٠ سؤالا تلقائيا ومن دون تحيز مؤكدا أن لجنته هيئة استشارية للحكومة الموريتانية التي منحتها الحرية التامة لمزاولة عملها وعلى نفس المسافة من جميع الاطراف، وقد اشاد الوفد الأمريكي بمستوى تعاطيه ووضوح رؤيته.
ويتوقع أن تكون نتائج زيارة اللجنة إيجابية، خاصة وأن بلادنا ترزح منذ سنتين في التصنيف الثاني ضمن سلم التصنيف الأمريكي لحقوق الإنسان، ولا مناص من مغادرة هذا التصنيف إلى الدرجة الأولى وبالتالي تحسن صورتها الأمر الذي يمنحها امتيازات إضافية، أو التقهقر لا قدر الله إلى الدرجة الأخيرة وهو تصنيف بلاشك سيفاقم من متاعب الصورةالمشوهة التي يحاول البعض رسمها لواقع حقوق الإنسان في موريتانيا.
ختاما يذكر أن ذ/ ولد بوحبيني توج وضوح رؤيته بإصدار كتاب حول العبودية في موريتانيا مؤخرا تحت عنوان (الرق في موريتانيا – الشجرة التي تخفي غابة الرهانات الحقوقية)، تضمن رؤيته الواضحة حول هذه القضية التي ظلت تؤرق الدولة والشعب الموريتانيين منذ عدة عقود، لكنها في تحسن نظرا للجهود التي قام بها الرئيس ذ/أحمد سالم ولد بوحبيني منذ توليه رئاسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
الحسن ولد اسويلم حقوقي