sliderتقاريرمقالات ورأي

إفريقيا إلى أين..؟

تمر أفريقيا في أغلبها حاليا بمنعطف صعب ربما يشكل أكبر تحد لها منذ استقلال بلدانها عن مستعمراتها السابقة ولا يخفى على الجميع أن هذ المنعطف يأتي نتيجة لتاثر مباشر بفعل عاملي التراكمات الداخلية لتلك البلدان من جهة ودخول بعض القوى الدولية على الخط كلاعب جديد منافس للقوى المهيمنة سابقا و أمام هذه الوضعية التي تعيشها بعض دول قارتنا حاليا يسعى البعض من ذوي المآرب الخاصة الساعين إلى الارجاف في المدينة أن يجعل من موريتانيا بلدا مرشحا للإلتحاق بركب مايطلق عليه البعض اليوم (الربيع الإفريقي )
لسنا في وارد أن ننكر أن موريتانيا تعيش بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجة أكثر سرعة وأقوى صرامة لكننا في نفس الوقت لن ننكر أيضا أن نظرة الفاحص المنصف لموريتانيا حاليا يدرك أنها بعيدة كل البعد عن الوضع الذي تعيشه الدول التي وقعت فيها الإنقلابات الأخيرة
إن هذ التيار الذي يضرب إفريقيا اليوم و الذي خلق هذه الأمواج المتلاطمة يأتي و موريتانيا لله الحمد قد من الله عليها بأمور جعلها تكون في منئا عن مايدور من حولها
فقد منيت بقائد ملهم مناسب للمرحلة فخلفيته الأمنية كمدير عام للأمن الوطني سابقا وكذالك كان مديرا سابقا للأمن العسكري جعلت منه الرجل الفاهم لمايدور من حوله القادر على تجاوزه بحنكة وبعد بصيرة
كما أن خلفيته الروحية كسليل لأسرة صوفية اشتهرت في بلاد شنقيط بنهجها المعتدل والميول إلى الهدوء و محبة السلم والسلوك الحسن جعلت منه الرجل المقبول عند مختلف الحركات والمجموعات الإسلامية في البلاد وهذه لعمري ميزة يفتقر لها الكثير وهدية من السماء حبا الله بها هذه الأرض في وقت هي أحوج ماتكون إليها
إن رئيس الجمهورية أعطى الإعتبار لطاقمه وحمله المسؤليية الكاملة أمام الله و أمام الشعب وهذ ليس بالطبع هروبا من المسؤولية بل هو ثقة بالذات وثقة في الشركاء ولبعد نظره الإستشرافي أثبت فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أن له نظرية متميزة في تسيير وتدبير الشأن العام مفادها البعد كل البعد عن الشمولية والحكم المنفرد بقراراته المنطوي على ذاته كما أثبتت السنوات الأربع الأخيرة أنها كانت سنوات لإشاعة السلم الأهلي ومشاركة للجميع بالإضافة إلى الإسراع الملحوظ في حل كافة الأزمات المختلفة التي مرت بها البلاد بفعل التأثير الداخلي و التأثر الخارجي وخير مثال على ذلك هو محاولة رسم الخريطة السياسية الجاري حاليا وإشراك المعارضة وهي خصلة دأب عليها هذ النظام منذ أيامه الأولى بحنكة وصمت قل نظيرهما
إن هذ التشاور يأتي رغم عدم اضطرار النظام له فهو خارج للتو من إنتخابات عامة حصل فيها على أغلبية جد مريحة ليبرهن أن فخامة رئيس رئيس الجمهورية يسعى دوما إلى تقوية لحمة هذ الشعب وتعزيز روابطه لكي لايبقى أحد مهما كان ضعف مستواه على فارعة الطريق بل يسير الجميع في بوتقة واحدة ويعيش الكل بروح الفريق من أجل موريتانيا مزدهرة متماسكة مستقلة.

محمد سليمان أمهاه
الأمين العام السابق لرابطة عمد شمال موريتانيا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى