تستلم موريتانيا رئاسة الاتحاد الإفريقي للمرة الثالثة في تاريخها (الصورة)،
وإنه لحدث عظيم يجعلنا نستحضر ذكرى الرئيس المختار ولد داداه ورئاسته التاريخية لمنظمة الوحدة الأفريقية في ستينيات القرن الماضي وما جلبته لبلادنا من عز واعتبار.
تلقيتُ خبر انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للاتحاد الأفريقي اليوم 17 فبراير 2024 بشعور مزدوج.
شعرت بالفخر والاعتزاز برئيسنا و دبلوماسيتنا وتنامي دورنا على الساحة الأفريقية والدولية، من جهة؛ و شعرت بشيء من التوجس والهَيبة إزاء حجم المهة و ما يحفها من صعوبات وإكراهات، من جهة أخرى.
أما سببُ الفخر والاعتزاز، فهو إجماع منطقة شمال أفريقيا على ترشيح فخامة الرئيس وترحيب بقية دول الاتحاد وشركاء القارة في اوروبا وامريكا والروس والصين من بقية أقطاب العالم..
وأما سببُ التوجس والهَيبة، فهو كيفية التعامل مع الأزمات التي تهز أمن واستقرار القارة، والتي دأبت موريتانيا على الحياد منها والنأي بنفسها ضمن دبلوماسية واعية ناعمة.
وإني على ثقة تامة من أن فخامة الرئيس الذي خبَر مجمل أزمات القارة منذ 2005 بدءا بإدارة الأمن الوطني، وانتهاءً برئاسة الجمهورية، مرورا بقيادة الأركان لمدة 10 سنوات و وزارة للدفاع الوطني قادر على النهوض بالمنظمة على طريق الأمن والتنمية والاستقرار.
إنه باعتماده الدائم على نهج الحوار والتوافق واستدعاء رأس المال الاجتماعي والمعرفة المحلية للمجتمعات لقادر على إسكات صوت البنادق وتهدئة الحياة السياسية والتغلب على الفوارق القبلية والعداوات العرقية وإعطاء متنفسا جديدا لمنطقة الساحل و الايكواس، ويساعد في حلحلة الأوضاع في شمال أفريقيا والسودان والقرن الأفريقي، إلخ.
ومما لا شك فيه أن الاتحاد الأفريقي تحت قيادته سيجد مكانة و دورا أعظم في المنظومة الدولية بحكم ما يتمتع به الرجل من سمعة طيبة وعلاقات حسنة مع جميع زعماء ومؤسسات العالم.
وفي الختام،
هنيئا لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللشعب الموريتاني على هذا الانجاز الوطني الرائع. وكل عام و موريتانيا وشعبها بخير، رغم ما يكتنف المسار من صعوبات ومطبات.