من يعارض من؟!/ الشريف مهدي الإدريسي
#المعارضة الموريتانية
في قاموس اللغة ..
تدلّ كلمة المعارضة
على السعي إلى تغيير واقع يوصف من طرفها بالعجز عن تحقيق غايات
لا يماري في أحقّيتها إلّا من يعوزه معيار التمييز بين البياض الناصع والسواد القاتم ..
فما هي مبررات معارضتنا في أحقّيّتها بالتسمية؟
لو كانت المعارضة نتاج حُرْقة حال الظلم التي تولّد شحنة تُكْسب محاولة ردّ الاعتبار للوطن والمواطن فإن منحناها يظل في تصاعد حتى تكسب الرهان ويكون ذلك الرهان هدفا لتسجيد اعتبار مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
ٱمّا والحالة أنّ المعارضة من أجل عدم فوات الحظّ المرغوب فيه
من الكعكة التي
هي مصيدة أصحاب العيون التي
لا تتعدّى رؤيتها تحت الأقدام فإنّ الصراع بين ما يسمى معارضة و بين ذلك الذي شعاره الدائم هو الموالاة يبقى والحالة هذه على حساب الوطن والمواطن ليظلّ الفساد هو الواقع الذي ينتج نفسه ويتكاثر في رحِم مُزوّد بالخصوبة الزائدة..
فالوطن الموريتانيّ يمتلك من مقوّمات الشخوص أمام الرائي والسامع ما يجعل المؤمن بأحقيته في استغلال موارده المادّيّة والبشريّة ليقنع الآخرين بأنها دولة ذات مؤهلات تمنحها الاحترام والنظر إليها بشكل من الموضوعيّة على أنّ من لم يحترم سيادتها فإنه يمثّل السّفه لأنه بكل بساطة يضحي بمصالح لو حافظ عليها مع هذا الكيان الموريتانيّ لعادت إليه النتيجة بأكثر ممّا لو كان في موقف
لا يمكّنه من رؤية الجمهورية الإسلامية الموريتانية على حقيقتها.
والدور الذي كان يرتجى من طرف المعارض الذي يحترم التسميّة هو الوقوف عند المبادئ التي سبك منها مركبة تنقلاته للوصول إلى سواحل المحيط الذي ترسو على موانئه سفن الإبحار نحو التقدم في مجالات الترقية التي تخدم البلد وساكنيه ولو كان
في ذلك ما لا يتحمله
إلا الذين لا ينظرون
إلى ناحية المؤخرة .
ولو تأملنا في أساليب
من يزعمون أنهم في صف المعارضة قبل أن يغيّروا الشعار فإنه يصعب علينا تمييزهم عن أولئك المتشبثين بالولاء لمن تُهيِّئ له الظروف دخول قصر السيادة ربّما لأن قابلية التكيّف التي تساعدهم على تغيير المواقف لا تتنكّر لهم دائما وذلك حظهم الذي
لا يحسدهم عليه إلا من ينظر إلى الوطن وما يملكه بعين الانتهازية التي تجعل له الوطن لقمة لا يفرّط في ابتلاعها إلا من لم يسجّل في لوائح المحظوظين.
وما دامت نساء موريتانيا لا يُتَصوّر في أرحامهنّ
إلا من يعتبرون الحظّ
في الوصول إلى المكاتب والمكاسب
هو الرتبة المتقدّمة فإنٌ إعطاء لقب المعارضة
لمن يعيش
في هذه البيئة هو
من مصطلحات أهلها الذين
لا يتكلمون إلا بلغتهم الخاصة.
فهل ءان الأوان ليعترف المتملقون فيتوبوا؟
الباحث عن التمييز
بين معارضة موريتانيا وموالاتها دافع الجل
هو الطمع.
*عن نخبة النخبة الشريف مهدي الإدريسي*