لقد ميزت سنوات حكم غزواني بأنها جاءت في وقت تعقدت فيه المشكلات حتى أصبحت هناك امور تتطلب علاجا لايحتمل التأجيل لخطورتها وشدة تاثيرها الوجودي على كيان الوطن حاضره ومستقبله، وهي: ١- تدمير البيئة،٢- ضعف الوحدة بين المكون العربي والزنحي ،وبين المكون العربي ذاته بيضه وسوده وفئاته غير المتساوية في المكانة،-٣ – ظاهرة تفشى الفساد من سوء تسيير ،واختلاس المال العام والوساطة والرشوة ،والتزوير،٤- زيادة تأثير امتناع فئة من المجتمع من ممارسة الكثير من الاعمال و المهن ،الأمر الذي تسبب في هجرة الشباب بحثا عن عمل في الخارج حتى أصبح يهدد الوطن بإفراغه من قوته الشابة،!!!
لقد جاء غزواني للسلطة والوطن يعانى من تدهور الامور نتيجة الكثير من المشاكل التى لايتسع المجال لذكرها كلها و منها ماذكرنا وكان المنطق يفترض وعي من يتقدم للسلطة بحالة الواقع وبدء خطوات معينة عندما يحكم لعلاج بعضها وتخفيف تأثير بعضها الآخر ،لكن ذلك ظل مجرد وهم أو على الاقل أمل في غير محله ، وقد انتهت السنوات الواحدة بعد الأخرى وتلك المشكلات بين زيادة تفاقمها وتعقدها أوبقائها على حالها،،فكيف يجوز أن نأمل ممن لم يمس المسائل الرئيسية وظل يسير الأمور براحة بال واطمئنان لاتشوبه شائبة وكأن هذه المشكلات التى ذكرنا ،لا تتفاقم باطراد ولاتشكل خطرا أكيدا على الكيان ،فتلك البيئة في موريتانيا بلغت من التدهور و التدمير بحيث ،أصبحت تربية المواشى يعتمد فيها المنمون كلية على مالي والسينغال ،اللتان صارتا تشكوان من تدمير بيئتهما من طرف مواطنينا الذين يشكلون خطرا على بيئتهما كما فعلوا مع بيئة بلدهم ،كل ذلك وغزوانى وحكومته وهيآت حمايته للبيئة ،يقفون دون حراك يراقبون تصحر وتخريب آخر رقعة من أرض الوطن ..اما مايعاني الوطن من عدم انسجام بين المكونات مكون العرب وإخوته الزنوج وبين مكون العرب ذاته وتاثير مخلفات الرق ،وشيوع التراتبية في العقلية ،فلم يجد غزواني لكل ذلك إلا أحاديث وتصريحات في وادان وجاول لم تقترن بعمل ملموس وهو الذي لو توجه لعلاج الأمور لتفاعل معه بالإضافة للوطنين الواعين المخلصين تلك الجيوش من الانتهازيين الذين يبحثون دائما عن وجهة النظام لكسب وده ورضاه!! ،وبدل خطوات في الاتجاه الصحيح ازداد حجم مكانة النبلاء والأسياد وامراء القبائل وحصل ارتكاس وتدهور وتراجع في حجم تجاوز العقليات المتخلفة ،وأصبح غزواني بوضوح هو والمقربين منه جزءا لايتجزأ من طبقة وفئة الاسياد.الذين يعطون لأنفسهم حقوقا وامتيازات لا أساس لها…
أما في مجال معالجة الفساد فلم نرى الفساد صار اقوى واشتد عوده و بلغ من الاتساع ما بلغ إلا في زمن غزوانى وطواقمه ، حيث صار الموريتانيون من أكبر ملاك العقارات في المغرب ودبي. و لاس بلماس الإسبانية بالإضافة لتوسعهم المهول في أراض تفرغ زينة ، وفي عهد الرئيس لم ينقص تزوير الادوية والمواد الغذائية إن لم يكن ازداد ،وازدادت الوساطة والمحسوبية ولم يخف التزوير والرشوة!!!
إن الحديث عن تطور حدث في زمن الرئيس غزوانى مجرد ادعاء كاذب لايدعمه الواقع البائس ،الذي بلغت فيه الأسعار وغلاؤها حدودا غير مسبوقة ،وانعدم الامن في المدن وفي الارياف ،واستمرت الفوضى في القطاع المعدني وفي الصيد البحرى، واستمرت أراض الضفة معطلة بسبب سوء التصرف فيها لاتنتج ما يحتاجه الوطن الذي يستورد كل حاجاته من الحبوب والبقول او أكثرها على. الاقل وخدمات الماء والكهرباء الحديث عنهما له شجون إن واقعهما آخر من تحدث عنه الرئيس نفسه ونحن اليوم في الصيف يحيط بنا العطش الذي يخرس اصوات الكذابين!!…
وفي الختام نقترح على تحالف المستفيدين من اموال الشعب التى جعلها غزواني منحا وآكراميات لهم ولكل الانتهازيين ،ان يعتمدوا على ما لديهم من وسائل وأدواتهم الشرعية وغيرها وينتخبوا رب نعمتهم ،ويتركوا ادعاء منجزات ومبررات وحجج باطلة عن منجزات وفوائد قدمها صاحبهم في فترة مقامه في القصر الرمادى وتربعه على سلطة البلد الذي كان الكثيرون فيه يمنون النفوس أن يكون هناك من ابناء المؤسسة العسكرية التى هي المؤسسة التى يعول عليها في حماية الوطن والدفاع عنه، ان يكون فها من يدرك حاجة البلد لتغيير ما ساد من فوضى ونهب وتخريب في الأربعين سنة من حكم العسكر .،لقد اصبح الوطن اليوم في حاجة ماسة لأبنائه الواعين المخلصين حقا والمدركين لواجبهم اتجاه وطنهم الذي يئن تحت أعباء حياة أصبحت شيئا فشيئا لاتطاق!!!
التراد بن سيدى