
بينما كنت أطالع اليوم كمختص في مجال النفط والغاز عاطل عن العمل، تقدم الأشغال في حقل آحميم الكبير واقتراب مراحل تصدير الغاز الموريتاني إلى العالم، فرحت كثيرا بهذا الخبر ، لكن عادت بي الذاكرة إلى العام الجامعي 2009-2010.
لقد حصلت على الباكلوريا سنة 2009 وكنت من الاوائل على مستوى الوطن ، حيث تحصلت منحة دراسية فاخترت حينها تخصص إنتاج النفط وتقنيات الآبار بجامعة قاصدي مرباح بورقلة، الجزائر، وذلك عن قناعة راسخة بأن هذا المسار سيكون الخيار الأمثل لمن يطمح للعمل سريعًا ، خاصة بعد الإعلان عن بعض الاكتشافات الواعدة في بلادنا.
ولكن، للأسف، ورغم شغفي وتخصصي في هذا المجال الحيوي، وجدت نفسي عاطلاً عن العمل بعد التخرج ، ومحاولة الحصول عليه في وزارة الطاقة و البترول . الأمر لم يقتصر علي وحدي، بل كان معاناة مشتركة للعديد من زملائي الذين يحملون نفس الحلم والتخصص ، ولا أدل على ذلك من أنني الآن أُحضّر أطروحتي للدكتوراه في مجال مختلف تمامًا، وهو الصيرفة الإسلامية ، فلقد قررت استغلال وقت الفراغ والبحث عن بدائل بدلًا من الاستسلام لنار البطالة التي أحرقت طموحات الكثيرين ، و الوقوف منتظرا امام باب مسدود امام الشباب المتخصص الطامح .
ورغم كل التحديات، يظل حبي لوطني وواجبي تجاهه هو الدافع الأساسي لاستمراري في البحث عن دور أساهم من خلاله في خدمة هذا الوطن العزيز، مؤمنًا بأن الجهود المتواصلة والتضحيات ستثمر يومًا ما في بناء مستقبل أفضل لنا جميعًا.
وهنا، أود أن أوجه نداءً صادقًا إلى الدولة والوزارة الوصية على قطاع النفط والغاز، بضرورة النظر في معاناة العديد من المتخصصين المؤهلين في هذا المجال. إننا شباب مكونون ومدربون، لدينا الرغبة والإرادة في تقديم خبراتنا للمساهمة في تنمية القطاع واستغلال الثروات الوطنية بكفاءة وفعالية. نأمل أن يُفسح لنا المجال للانخراط في سوق العمل، وأن يتم استثمار طاقاتنا في المشاريع الوطنية بدلًا من تركها حبيسة البطالة والضياع. فالوطن يستحق منا الكثير، ونحن على أتم الاستعداد لخدمته وبناء مستقبله.
الولي ولد محمد الطيب
متخصص في الغاز و البترول
طالب دكتوراه في العلوم الاقتصادية الاسلامية – شعبية الصيرفة الإسلامية