(الحرية نت) – بصرف النظر عن الفوارق الأيديولوجية والمعتقدات المذهبية، فإن وشائج القربى بين حماس وحزب الله أعظم وأقوى وأبقى من كل الوشائج، إنها تستند إلى حبل الله المتين وتحرير فلسطين والمسير المشترك على طريق القدس. لن ينسى العرب والمسلمون وقوف حزب الله وتضحياته العظيمة بقادته ومجاهديه وشعبه دعما وإسنادا لغزة وحماس. ولن تنسى الذاكرة الجمعية للشعوب العربية والاسلامية الأدوار التاريخية التي اضطلع بها الشهيد السيد حسن نصر الله في خدمة قضايا الأمة.
لقد كشفت الحرب الحالية عن وحدة الساحات التي طالما تحدث عنها الفقيد البطل مع إبراز فوارق بسيطة بين الأخوين حزب الله وحماس، يمكن تلخيصها في التالي.
لقد حافظت حماس على طبيعتها الثورية ولم تحِد عنها قيد أنملة. ظلت منذ نشأتها إلى الآن حركة تحررية نضالية فلسطينية محضا تعمل في السرية التامة والخفاء معتمدة على دقة التنظيم والتضحية والاخلاص والتدريب المستمر والاندماج بمعنى الذوبان في جماهير الشعب. و رغم كونها تمارس السلطة في غزة منذ أن فازت في انتخابات 2006 فإنها ظلت خاضعة للانضباط الحركي ونمط حياة الثوار بلا مال ولا موارد ولا بروتوكولات. وليس على أجندتها غير تحرير فلسطين.
أما حزب الله فقد تحول شيئا فشيئا إلى ما يشبه الجيوش النظامية نمطا وتسليحا. تطور حتى صار جيشا مجهزا بكامل عدته وعتاده وموارده. يتصرف على أكثر من صعيد طبقا لأجندة واسعة متحملا ما يترتب على ذلك من أعباء والتزامات سياسية ومالية وإدارية ودبلوماسية. ومع مرور الوقت وخاصة بعد انتصاراته التاريخية 2000 و 2006، بدأ يتحرك ويظهر للملأ بشكل علني تقريبا على أكثر من صعيد إقليمي و دولي، موسعا دائرة أعدائه ومعرضا نفسه لتسلل العدو واختراق صفوفه وإضعاف بنيته ومنظومته الدفاعية، وهي الأخطاء والهفوات التي يدفع ثمنها اليوم، مع الأسف الشديد.
رحم الله سماحة السيد حسن نصر الله، وتقبله في الصالحين. لقد تمنى الشهادة و نالها يوم الجمعة 27 / 9 / 2024 على طريق القدس في رحاب طوفان الأقصى المجيد.
ونسأل الله أن يبارك في خلفه – الأمين العام الجديد – وأن يعينه على تجاوز المحَن والصعاب واستخلاص الدروس والعبر وتصحيح الأخطاء والسير قدما بحزب الله على خطى حسن نصر الله حتى تحرير فلسطين ولبنان وسائر الأمة العربية والاسلامية.
28 / 9 / 2024
محمد فال ولد بلال