sliderمقالات ورأي

التراد ولد سيدي – يكتب: انتبهوا ياسادة قبل أن تندموا!!!

إن الاتجاه الذي تحسبه الناس مؤسلما بألوانه وتنوعه وتموجه، تحول بين غمضة عين وانتباهتها عن غزة وحصارها ومآسيها وحزب الله وضحاياه واشلاؤه ، وعبد الملك الحوثي وصواريخه ومسيراته وصموده، وعن محور المقاومة كله ، تحولوا بكل عواطفهم ودفق سيول حماسهم إلى مقاتلي الشام المتجهين بحزم وعزم لاستاصال شافة شيعة المنطقة عبر استهدافهم لنظام الأسد وحلفائه الذين يعتبرونهم شيعة ،
لقد حددت امريكا وإسرائيل وحلفائهم الموثوقين منذ حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣ اهدافا مركزية أهمها استنفاد طاقات أهل المنطقة عربا ومسلمين في صراع بيني لايرحم تحصد إسرائيل ثماره كاملة… ويمكنها من ترتيب الأوضاع وتصفية القضية المركزية ،وخلق ظروف تتسيد فيها إسرائيل في المنطقة ،كأقوى قوة وأكثرها تطورا وتماهيا وتمثيلا للحضارة الغربية اليهودية المسيحية ..
لقد استطاع الإعلام الغربي الإمريكي بتلوناته المختلفة ، في الثلاثين سنة الأخيرة ،تحويل الوعي العربي بمركزية القضية الفلسطينية وأولوية الوحدة العربية،وخلق بدل ذلك أهدافا بديلة وأولويات أخرى وأعداء من المحيط والجوار وكانت حرب الخليح الأولى وتسعيرها بين الجارين العراق وإيران جزءا من مخطط امريكا لتضعيف الدولتين وإشغالهما عن العدو الأهم،ثم بدأت بإنشاء تيارات جهادية بالتعاون مع السعودية وباكستان وجدت أفكارا لدعاة كل عملهم وجهدهم تحديد توجهات للشباب تبشر بالجهاد فدربتهم وسلحتهم وهزمت بهم روسيا في آفغانستان ثم شغل بعضهم بالصراع ضد إيران وبعضهم خضع للتصفية والسجون والتشويه والمتابعة ،وعندما حددت إمريكا الوقت لإنهاء النظم التحررية في العراق وليبيا وسوريا وفلسطين واليمن والصومال نشطت الدعوة الجهادية لتكون مكملة لما لا تستطيع امريكا وحلف الأطلسي إنجازه ..
لقد كانت امريكا قائدة الحملة التي مولتها قطر والسعودية في حربهم ضد نظام الأسد وكانت المخابرات البريطانية في غاية النشاط معهم بفرق القبعات الزرقاء الشهيرة، وكان التخطيط امريكي بمشاركة قطر والسعودية والأردن وتركيا وعدد من الدول الأوربية، وعلى الأرض مجاهدين سلفيين من جميع الاقطار ،وكان هناك نسبة من العلاقات لاولئك المقاتلين بإسرائيل التي قدمت لهم في أكثر من مناسبة العلاج في مستشفياتها و إسرائيل نعرف عنها أنها دائما تمنع إنقاذ الجرحى حتى يقضوا وتارة تمنع إزالة انقاض المباني حتى تتأكد من موت من وقعت عليهم ،إسرائيل هذه عالجت جرحى من هذه القوة التي كانت تسلح من إمريكا وابريطانيا وفرنسا وتمول من أموال دول الخليج في الوقت الذي يرفع المجندون شعارات الجهاد واتباع نهج الرسول صل الله علبه وسلم ويدعون السعي لتحرير الشام من المبتدعين الشيعة النصيريين، والديكتاتوريين،وكان عدد غير قليل من الإسلاميين يدعمون هذا التوجه ويكفرون ويلعنون من يقاومهم ويقف في وجههم ولا يهتمون بحججه ودوافعه، وبذلك شيطنوا حسن نصر الله وجعلوا إيران هي أعدى أعدائهم ،جرى كل ذلك وإسرائيل الحاضر الغائب في غبطة وسرور ،
وفي هذا الوقت الذي تعاني المقاومة في فلسطين وفي لبنان وتعاني إيران حصارا ومشاكل لا نهاية لها تنفجر الأحداث من جديد في الشام ،فيلتفت الجميع الذين كانوا مشغولين بمأساة فلسطين وغزة نحو الوليد الجديد القديم ،ويصبح هو الأمل ولانعرف ماذا يفكر من يحتفل بموجة العنف الجديدة إلا أنهم سيجهزون على الشيعة؟! أم لانهم سبحررون فلسطين؟! وهل يرونهم فعلا قادمين بالإسلام و مدعومين من أردغان؟! وهل سيقبل حلفاؤهم القطريون وحلفاء حلفائهم السعوديين والإمريكيين هذا التوجه ؟!
إن علماءنا ومثقفينا من التيار الذي كان بالأمس يتفاعل مع المقاومة وحلفاءها وانقلبوا في لمح البصر ، يتطلب منهم الموقف تبصرا وتذكرا وتفكرا حتى لايكونوا مخدوعين بمظاهر خادعة او يكونوا بمواقفهم الداعمين بها للتحرك الجديد، يشجعون حملة دموية بين المسلمين وتضييع فرص التراص والاصطفاف في وجه الأعداء الحقيقيين،!!!

التراد بن سيدى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى