فرنسا تعلن “مقتل” قيادي بارز في القاعدة ببلاد المغرب
الحرية نت: أعلنت فرنسا، اليوم الجمعة، تصفية قيادي بارز في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب من أصول جزائرية يدعى “جمال عكاشة”، ومعروف باسم “يحيى أبو الهمام”، في عملية بدولة مالي، جرت يوم الخميس.
وفي بيان أوضحت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، أن قوات بلادها تمكنت من قتل “عكاشة”، الذي يُعد من أهم قادة التنظيم في منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف البيان أن “أبو الهمام” كان المسؤول الثاني في تحالف لجماعات “إرهابية”، يتزعمه المالي “إياد أغ غالي”، زعيم ما يسمى “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، (زعيم جماعة أنصار الدين/شمالي مالي).
وتولى “عكاشة” قيادة “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، خلفاً لعبد الحميد أبو زيد، ذي الأصول الجزائرية، بعد تأكيد فرنسا مقتل الأخير في 2013.
ويعد “أبو الهمام” من أبرز قادة الجماعات المسلحة في المنطقة، وينتمي للجيل الأول من قيادات “القاعدة في بلاد المغرب” التي دخلت منطقة الصحراء الكبرى في تسعينيات القرن الماضي، بعد تضييق قوات الأمن والجيش الجزائري الخناق على التنظيم بمعاقله في جبال شمالي البلاد.
وشرعت باريس تدخلها بطلب الحكومة المالية مساعدتها في مواجهة المسلحين الإسلاميين، كما اتكأت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2085 الصادر في 20 ديسمبر 2012، الذي يسمح بإنشاء قوة دولية لدعم مالي في حربها لاستعادة الشمال، فضلاً عن مبررات أخرى من قبيل منع قيام كيانات “إرهابية” في المنطقة تشكل تهديداً للمنطقة والعالم بأسره.
ويتيح القرار، الذي صاغته فرنسا، لهذه القوة العسكرية استخدام كل الإجراءات الضرورية لمساعدة الحكومة في مالي على استعادة السيطرة على شمال البلاد التي هيمن عليها مسلحون إسلاميون.
وترجع الأسباب الحقيقية للتدخل الفرنسي في مالي إلى حماية المصالح الفرنسية في المنطقة، ومحاولة تعزيز وجودها في منطقة تعتبر تقليدياً مركز نفوذ خاص لكونها كانت تخضع للاستعمار الفرنسي من قبل.
وتزداد أهمية المنطقة بالنسبة لفرنسا، بما يحمله باطنها، بحسب خبراء، من ثروات نفطية وغازية ومعدنية كبيرة، تقع على مقربة من حقول النفط الجزائرية التي تشكل مطمعاً كبيراً للفرنسيين، وعلى مسافة قريبة أيضاً من أماكن التنقيب ذات المؤشرات الإيجابية في موريتانيا.
لكنها وجدت في “الحرب على الإرهاب” حجّة قويّة لتبرير تدخّلها سياسياً وعسكرياً في الدول الأفريقية التي تمرّ بأزمات، وتصر على أن تكون حاضرة بقوة في قلب الحدث الأفريقي رغم خطورة الوضع وضعف الدعم الخارجي لها.