sliderهاشتاق

اجمل حل لديون الكويت المستحقة على موريتانيا

عندما خرجت اوروبا من الحرب العالمية الثانية ..بدأت فورا في اعادة البناء.. او ما يسمى بالعقد المجيد..وارتفعت اسعار الحديد…وانتهت بتشكيل اول سوق مشترك بعد الغاء التعرفة الجمركية عن الصلب والفحم في دول ما سيعرف لاحقا بالاتحاد الاوروبي.
كانت الامبراطورية الفرنسية تعرف مقالع الحديد في سلسلة الموريتانيد واجرت مقارنات بين مقالع تيريس بموريتانيا..ومقالع سيماندوبغينيا.
كانت غينيا في وضعية اكثر تنافسية منا لأن لها بنية تحتية ..وكانت مناجمهم في منطقة غنية بالماء.
البارون جي د روتشيلد الذى كان العراب الحقيقي لمشروع الحديد وبطريق صيارفة باريس ساعتها ..قرر وبكل برود أعصاب تجميد مشروع غينيا.. والاهتمام بمشروع موريتانيا اذ ان غينيا التي نالت الاستقلال للتو كان يحكمها رجل مجنون مصاب بهذيان خطابي مخيف وله نزعة شيوعية جلية..اخافت كل مستثمر حصيف.
حين حصل لدى روتشيلد العلم ان موريتانيا آئلة للاستقلال فضل الاستقواء بتمويل من البنك الدولي للانشاء والتعمير وجعل رئيس الحكومة الذاتية يوقع الضمانات بمقابل 5 بالمائة من مجمل الاسهم مقابل الضمان.
في السبعينيات ستشتري موريتانيا اسهم الجميع وستعوضهم 85مليون دولار بعد ان قرر محكم متفق على عدالته انها حقوق المساهمين .
نصف المبلغ تحصلت عليه موريتانيا من المادة الخام والنصف الآخر من قرض من شركة مالية لدولة الكويت وهو القرض الذي اضيف الى وديعة بالبنك المركزي واقساط من الصندوق الكويتي لتشكيل ما يعرف هذه الايام بالديون الكويتية…التي جعلتها مواقف موريتانيا من حرب الخليج في وضعية شديدة الخطورة بموجب اتباع حساب فلكي للفائدة.
اجمل حل لديون الكويت ..بعد ان عادت الاحوال الى وضعية طبيعية هو جرالاخوة للاستثمار مجددا في صناعة الصلب على ضوء المتغيرات الجديدة.. اي اكتشافات الغاز.
هنا ستتحول الديون المتراكمة الى اسهم في عملاق صناعي لا يمنعه من القيام والازدهار سوى تمويل اقتناء مصانع الاختزال المباشر بالغاز وهي طريقة اصبحت مالوفة في صناعة اسفنجة الصلب ومشتقاتها المختلفة…فكل الشروط الاخرى من خامات حديد وغاز متوافرة وباسعار لا ينافسها احد في المعمورة.
بعبارة أخرى علينا ان نحول هذه الديون من ورقة ضغط علينا الى ورقة استفادة للجميع…وهذا امر ممكن وميسور ومنطقي.
يتطلب فقط بعض المرونة والدييبلوماسية والحذاقة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى