عرب وعجم

ميدفيديف: المعارضون للعملية العسكرية «خونة»

فى مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية للعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، اتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الغرب بمحاولة محو الهوية الروسية، بينما اعتبر ديميترى ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسي، أن المواطنين المعترضين على العملية العسكرية فى أوكرانيا «خونة»، فى الوقت الذى أكد فيه الكرملين أن استراتيجية الغرب لعزل روسيا لم تكن فعالة إلا جزئيا، نافيا الادعاءات حول استخدام روسيا قنابل فسفورية بأوكرانيا.

وقال بوتين، خلال اجتماع افتراضى مع مجموعة من المثقفين والفائزين بالجائزة الرئاسية فى الأدب والفن لأعمال الأطفال والشباب، إن «التمييز ضد كل ما يتعلق بروسيا يتزايد فى الغرب، يحاولون محو بلد كامل عمره ألف عام.. شعبنا».

وأضاف أنه من خلال التعاطف المتبادل بين الناس، ستصنع الحقيقة طريقا لنفسها بغض النظر عن الاضطهاد فى الغرب».

وأشار بوتين إلى أن الكتاب والكتب الروسية ممنوعة فى الغرب، مؤكدا أن «مثل هذه الأمور مستحيل أن تحدث فى روسيا، وأنه لا مكان للتعصب العرقى فى روسيا». وشدد بوتين على أن الحكومة الروسية تحاول «حماية الثقافة الروسية والتاريخ الروسي».

فى الوقت ذاته، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومى ميدفيديف، فى لقاء مع وكالة الإعلام الروسية، إن استطلاعات الرأى أظهرت أن أغلبية الروس أيدوا قرار الكرملين بتنفيذ الهجوم فى أوكرانيا، ودعموا الرئيس بوتين.

وأضاف أنه «يمكنك أن تكون غير راض عن بعض قرارات السلطات وتنتقدها.. هذا أمر طبيعي، لكن لا يمكنك أن تتخذ موقفا ضد الدولة فى مثل هذا الوضع الصعب، لأن هذه تعد خيانة».

وتابع أنه «من الحماقة الاعتقاد أن العقوبات الغربية على الشركات الروسية، يمكن أن يكون لها أى تأثير على حكومة موسكو»، مؤكدا أن «العقوبات لن تؤدى إلا إلى توحيد المجتمع الروسي، ولن تسبب استياء شعبيا من السلطات».

وعن العقوبات التى تستهدف رجال الأعمال الكبار، الذين يُعتقد أنهم مقربون من الرئيس بوتين، قال ميدفيديف «دعونا نسأل أنفسنا: هل يمكن لأى من كبار رجال الأعمال هؤلاء أن يكون له حتى أصغر قدر من التأثير على موقف قيادة البلاد؟، أقول لكم بصراحة: لا، مستحيل». على الصعيد نفسه، قال الناطق باسم الكرملين دميترى بيسكوف، إن «روسيا لم تنتهك أى اتفاق دولى»، معتبرا أن حديث الولايات المتحدة عن احتمال لجوء روسيا إلى استخدام أسلحة كيميائية فى أوكرانيا حيلة لصرف الانتباه عن المسائل المحرجة لواشنطن. وأضاف أن الجيش الروسى سيقدم مقترحات إلى الرئيس بوتين، بشأن تعزيز روسيا لدفاعاتها، ردا على قيام حلف شمال الأطلنطى «الناتو» بتعزيز جناحه الشرقي.

من جهته، قال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، إن روسيا سترسل إلى برلمانات الدول الأوروبية، الحقائق المتاحة حول تعذيب سلطات كييف للمواطنين الأوكرانيين. وشدد على أنه لا يجوز أن يفلت الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكي، وأتباعه الذين يروجون للعقيدة النازية، من المسئولية، ويجب أن يتلقوا العقاب. وأضاف فولودين: «يجب على نواب الكنيست الإسرائيلي، والبرلمان الفرنسى مشاهدة رسالة فيديو من رئيس بلدية المدينة الأوكرانية كوبيانسك، التى ظهرت فيها لقطات لتعرض المواطنين للضرب، ولنشر الدبابات والمدافع الرشاشة فى المناطق السكنية بين المباني، إذا كانوا يريدون حقا معرفة وفهم ما يحدث فى أوكرانيا.

من جانبنا، سنرسل المواد الموجودة فى حوزتنا حول وقائع تعذيب المواطنين من قبل كييف إلى البرلمانات الوطنية للدول الأوروبية». على الصعيد نفسه، قال رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، إن مؤسسته ستصدر «كتابا أبيض» حول أحداث دونباس، مع شهادات عن جرائم القوميين المتطرفين فى أوكرانيا ضد المدنيين، على حد تعبيره. وأشار باستريكين إلى أن لجنة التحقيق الروسية، صنفت أفعال القوميين المتطرفين الأوكرانيين على أنها بمثابة «الإبادة الجماعية، وإساءة معاملة السكان المدنيين، واستخدام وسائل وأساليب فى النزاع المسلح تحظرها المعاهدات الدولية لروسيا الاتحادية، وأخذ الرهائن ومحاولات القتل»، وعدد من الجرائم الأخري.

فى سياق آخر، أعلن البنك المركزى الروسى أن كل احتياطيات الذهب الروسية موجودة بخزائن داخل البلاد، مشيرا إلى أن «البنك المركزى لا يقوم بتصدير الذهب من البلاد، وهو موجود فى خزائن تابعة للجهات الرقابية على الأراضى الروسية».

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت أمس الأول عن أن العقوبات الأمريكية الحالية ضد روسيا تسرى على أى تعاملات بالذهب تتعلق بالبنك المركزى الروسي. وبحسب البنك المركزي، فإن الاحتياطيات الروسية من الذهب قد ارتفعت فى العام الماضى بنسبة 0.14%، وبلغت فى يناير الماضى مستوى 74 مليون أوقية، أى ما يعادل 2301.657 طن.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى