مقالات ورأي
الطرق الصوفية.. في مواجهة الغوغاء التكفيريين لماذا ؟!

” الصوفية ”
هي صلةٌ روحية وعلاقة حبٍ أبدية بين الخالقِ والمخلوق ، بين العاشقِ والمعشوق …
” الصوفية “هي أن تطمعُ في جوارِ الله ، لا في جنّة الله …
” الصوفية “هي أن تأتي الله طوعاً لا كرهاً ، وأن تشتاقُ لفروضه ، لا أن تُجّرُ لها جراً …
” الصوفيةُ ” هي الّا تعصي الله ، ليس خوفاً من غضَبِه بل خوفاً علي غضبه .. .
هي صفاء الروح وجوهر الإخلاص والمعني الحقيقي للحب في أروع وأبهي صوره …
أنت تصطفي الله عز وجل وتجعله ” كلّك ” وهو يصطفيك ويجعلك من خاصةِ عباده …
” الصوفيةُ ” الحقيقية ليست طريق أهلِ البِدَع والخرافات أو المخالفاتِ الشرعيةِ كما يظنُ البعض ، بل هي في حقيقتها السير إلي الله بالقلوب وبالعملِ الصالِحِ …
هي الترقي في العبادات بالفروض والسنن ، وأن يكون ذكرك فكرك ، وسرّك عَلَنُك ..
” الصوفية ” هي طريق ” أهل الله ” إلي الله ..
ولا سبيل إلي الله إلاّ بشرعِ الله وبسنةِ رسول الله صل الله عليه..
.بهذا التعريف الجميل العقائدي المحكم يعرف الصوفية طريقتهم
وعبر الزمن ظل التصوف السني في المسلمين أكثر الطرق سماحة
دون غلو ولا تطرف ولا تكفير
فلماذا تستباح اعراض مشايخ واتباع الصوفية ومسالكها في موريتانيا
حيث المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية ؟!
إن من يرى القدح الطافح والتكفير الواضح والسب والشتم
الذي يتعرض له مشايخ واتباع الطرق الصوفية من طرف اطفال اغرار وغوغاء صغار جهلة
يدرك أن قوى ارهاپية تكفيرية ودجالون يقفون وراء ذلك
ويدفعون الشباب دفعا إلى تكفير طوائف المجتمع واستباحة اعراض الناس ودماءهم بطرق خبيثة جدا وماكرة ..
هناك أمور من الضروري التذكير بها ..
أولا ..
من الواجب على الدولة التدخل لكبح جماح الإرهاب التكفيري واسكات أصواته الغوغائية الناشرة للكراهية الدينية والشرائحية
لتحفظ للناس ارواحها واعراضها وخصوصياتها
ولتفكك المجاميع الظلامية والإرهابية التي تتشكل عبر هكذا أساليب
من غسيل أدمغة الشباب
وتبخيس قيم المجتمع
وصولا إلى تكفير. الدولة
والخروج عن طاعة أي سلطة حكومية واجتماعية
الامر خطير جدا ..
ثانيا ..
يحمل الفكر التكفيري من الخطر أكثر من أية جهة أخرى
سواء كانت متصوفة أو سلفية بمفهوم الفقهاء
الفكر التكفيري – الإخواني أو غيره – ميال إلى زرع التكفير في الشباب
والهدف عندهم هو نسف القيم الأصلية لدى المجتمع وتسفيه الفقهاء والمشايخ
حتى تسهل عليهم المهمة ويجمعوا المجاميع لبيعة مرشدهم
وكثيرا من مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي الظاهرة والمخفية أنشأوها لذلك
يستعملون كل الاغراءات وحتى الجبر والابتزاز وربما الاسحار والشعوذة
معروف أن تنظيمات أمراء التكفير،
لديهم البيعة والولاء للمرشد اي الأمير أو الفقيه الذي يبايعه الافراد ومثلما عند الشيعة الصفوية فهو الولي الفقيه
مطاع حتى في أخص خصوصيات الأشخاص
وعلى هذه الطريقة يصبح الافراد في هذه التنظيمات التكفيرية أشخاص موجهين تماما كالروبوت الآلي يمكن أن ينفذوا أن شيء يطلب منهم ولو ضد اقرب مقربيهم
وليست لدى عناصر هذه التنظيمات التكفيرية اي ولاء للوطن ولا للأهل
فبمجرد ان يفتي دجالوهم الرهبان الذين يبايعونهم بشيء فهو الدين بالنسبة لهم ..
وهكذا نفهم لماذا يبدأوا دائما بخلق تنافر بين الشباب المغرر بهم والمجتمع
واستباحة اعراض الناس وسب المشايخ
لانهم يريدون كسر الحواجز والضوابط الأصلية
وخلق فراغ كبير يؤدي الا قطيعة تامة للشباب والأشخاص المجندين مع القيم الموجودة لدى الشعب دينيا واجتماعيا وخلط كل الامور
تقويض قيم الدين وتكسير العقد الاجتماعي وتجاوزه
وفي سبيل ذلك يفتعلوا كل المفارقات التي تصل الى حد تنفيذ بعض الأحداث التي يكون ضحيتها أشخاص
الهدف هو جعل الواقع بؤرة رخوة
تسمح له بتنفيذ وتمرير اجنداتهم ..
ثالثا ..
لو لم تكن هناك نوايا للافتراضات التي ذكرنا، وربما بعض الأمور تبدوا واضحة في ما طفحت أقوالهم وأفعالهم منذ فترة
فلماذا لا يكونوا سياسيين يحترمون للناس اراءاهم وخصوصياتهم
أو فقهاء لديهم اجتهاد يمكن أن يطرحوا اجتهاداتهم دون أخطي الحدود وسب وتكفير الآخرين !
تبغى الطرق الصوفية ومسالكها
تنعم في سماحة خطابها لم تلجأ لرد السب ولا التكفير لانهم في بلد ينبغي أن تكون المالكية الاشعرية السبق فيه
ويبقى السبق كل السبق للإسلام السمح والعقيدة الناصحة دون غلو ولا تطرف
ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد