مقالات ورأي

هرطقة جامحة.. “هل نريد دولة” ! / سيدي ولد محمد فال

قرأت في الإعلام بيانا ثلاثي التوقيع، من أسماء تعتبر ذات ثقافة، واستغربت التساءل، “هل نريد دولة؟”.. إلا أن أوجه الاستغراب أكثر لما جاء في البيان من إيحاءات يحاول أصحابها كتابة أحرف من أفكار مبعثرة، او فوقية في ما يبدو، فبدا الأمر في منتهى الهرطقة الجامحة !
المثقفون الثلاثة، والذين وصفهم أكثر المواقع الموريتانية، إلصاقا للتهم الجزاف والتحريف المقصود، أنهم قادة سياسيون، لا نعرف عنهم كمتطفلين لقراءة ما جد في الساحة، أي معلومات، ولا متى وجدوا كقادة ولأي الجهات يقودون، وإلى أين يقودهم أو يقودون مجالهم السياسي؟!
البيان، أو المقال، “هل نريد دولة؟” لم يحمل فكرة واضحة أو يبين خللا واضحا، أو يقدم تصورا لواقع يمكن الركون إليه عند الحاجة القصوى..
في الحقيقة أن هناك ما يستوجب جمع الآراء في الحالة الوطنية، والبحث وتقبل الحلول التي تتسم بالعمق وبعد النظر، لكن تلك الصفات لا تأتي بالهرطقة، خصوصا في عتمة الواقع وتجلي الأزمات وانسداد بعض الأفق في بعض المجالات ، وربما – لا قدر الله – ينسد أكثر بحيث يصبح الأمر عاصفا..
كان على المثقفين الثلاث، أو القادة السياسيين كما وصفوهم، التخفيف من الأنا الفكرية، والتأني في قراءة الواقع، والسير أولا مع الاتجاه السليم حتى يمكنهم ذلك من فرز طرح يتسم بالعلو من الواقع، الذي يريدون تقديم تصور لحلحلة عقده السياسية المفرطة في التيه أو المرتبك بشكل أوضح ..
سمة المثقفين، أو قادة الفكر، أو مرشدي السياسة، التأمل والتريث واستخلاص الحلول من الواقع، ومن الدولة، وليس نفي الدولة، والحفاظ على الدولة القائمة، ليس القفز إلى دولة مجهولة يراد لها أن تكون، أو افتراض إن ما هو موجود مبعثر ويجب استبداله، لا بل الترميم أحسن، والتمكين أجدى..
من المؤكد، أن الجميع، يعلم أن واقع الأزمة السياسية أو الوضع عموما في موريتانيا، ليس انهيار في الأسس الأصلية للدولة ، بل هو مناخ سياسي وحالة ركود، وهذا يمكن تحقيق الاتزان والإصلاح فيه، دون اليأس والهروب إلى أفق مجهول ليس مضمون..
 في كل الظروف، من يريد الدولة، أو يريد لها ما تستحق عليه، عليه يكافح فيها، من واقعها، رغم كل الصعاب والتحديات والمخاطر، فصهر مكونات الوطن بإرادة الإيمان بالوطن، أحسن من التوجس الدائم من الانهيار..
واليوم، في موريتانيا، واقع سياسي مرتبك لحد الساعة، لكن هناك إرادة سياسية قد تخرج من وحل العراقيل، وتطلق مسار الأمل الوطني ويستوي الأمر بنماء وازدهار ووحدة موريتانيا
سيدي ولد محمد فال
كاتب صحفي مستقل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى