هاشتاق

سجال الجهويين

ما كنت أود العودة إلى هذا النوع من المعتركات المشينة – بعد تجربتي المستميتة المرة في مواجهة جهويي الشمال من غير نخبته وقبلهم بعض الجهويين من أهلنا في الكبلة – لولا أنه هذه المرة بدر من نخبة الجهة الأخيرة في الإعلام وجاء على شكل مغالطات معممة باستهداف واضح لجهة كاملة رغم أن صاحبه أراد أن يكون مبطنا.
ذلك أن لا فرق بيني وإياه سوى خذلان قومي أهل الشرق الذي أبطأ بي عن اللحاق به في الحقل محليا وخارجيا؛ فلم يسرع بي قلمي الذي لا يقل شأنا عن القلم الكبلي الذي يحسبني عليه كل من لا يعرفني حقا ضمن هالة المواصفات التي رسخوها في أذهان عامة الناس عن الكاتب الكبلي والكاتب الشركي.
هذه الحال أرغمتني على تسجيل بعض الملاحظات والحقائق التالية قبل أن أرفق مقالا دامغا:
1 – أن الحادثة يجب أن تعكس لنخبة أهل الشرك مدى حاجتهم للوعي بحقيقة جهوية المناطق الأخرى من الوطن ومحاولة احتكارها لكل القوى المؤثرة ماديا ومعنويا في الرأي العام والقابضة على توجيهه والهيمنة عليه، وهذه حقيقة لا ينبغي أن نخجل من قولها والعمل بمقتضاها ومعالجتها جهويا ورسميا.
2 – ورغم مقتضى هذه الحقيقة فقد ظلت نخبة الشرق – وحتى التدبير الرسمي المعني بمعالجة الاختلالات الناتجة عن الصراع المبيت – تتعامل معه بسياسة النعامة، وتتجاهله قدر تجاهلها للمتصدين من أبنائها لهذه الخطابات والهجمات، المنشغلين إيجابيا بمعالجة قضايا الشأن العام ومواجهة خطاب العدمية والصراع والتحريض العرقي والجهوي.
3 – وهذا ما عايشته شخصيا في أكثر من مرة كان آخرها مواجهتي القوية لحملة العدمية وخطاب الكراهية والتحريض والتفكيك التي أطلقها الانفصاليون الشماليون والجهويون الحاقدون على رجال لا ذنب لهم ولا عيب فيهم سوى أنهم من الشرق، فكان جزائي المتحقق أن لم يعتبرني جهويا سوى أبناء جلدتي وجهتي، كما كانت مكافأتي المفترضة تذهب كلا متحققا في مصب التمكين إعلاميا للجهويين والعمديين داخل مختلف الدوائر الحكومية و وسائل الإعلام بكل أصنافها.
وإن خير مثال على حقيقة الهيمنة الكبلية والاحتكار الجهوي لمنابر الإعلام ومنافع السياسة مقابل تخاذل أهل الشرك وحقيقة تقصير نخبهم المدوي في حق بعضهم البعض رغم كل الفرص المتاحة التي دأبوا على تضييعها للأسف قد سطره المقال الدامغ المتداول عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وهذا نصه:
?
إلى بريد العميدين عبد الله اشفاغ المختار وشنوف ولد مالوكيف، ومن خلالهم إلى بريد النظام..
طالعت وأنا الذي يحق لي أن أكون بشمركيا..، ما دونه العميد وشاركه العميد عن حظوة أهل الحوض الشرقي في حكومة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الثالثة..، ودون أن أعلق على تصنيف أهل الحوض الشرقي لتلك الحظوة، وعلاقات أصحاب المناصب التي استكثرها العميدان على أهل الحوض الشرقي بصاحب الفخامة..، فإن لي الحق بناء على قاعدة العميدين أن أذكر بما حظيت به ولاية اترارزه في عهد صاحب الفخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أو على الأقل في حكومته الثالثة من مناصب يحمل أصحابها لقب صاحب المعالي:
الوزير الأول
ومعه أربعة وزراء من حكومته الموقرة على رأسهما الإقتصاد والتجهيز والنقل..
مدير ديوان رئيس الجمهورية..
رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
مفوض حقوق الإنسان.
ولكي لا أطيل على العميدين لن أحدثهما عن مراكز القرار الأخرى كالمالية..، بل سأنتقل إلى ميداننا نحن البشمركه وحظوة ولاية العميدين فيه منذ وصول صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمنصب رئيس الجمهورية، أو لنقل منذ تسلم أهل اترارزه الوزارة الأولى، واتخاذهم للقرار الصائب الصارم بإحكام السيطرة بشكل تام على الإعلام، والتمكين لأبناء الولاية فيه، لأنه ببساطة شديدة هو الموجه الأول لصناع القرار، وللرأي العام.
حيث حظيت ولاية اترارزه في عهد سيطرتها على الوزارة الأولى بما يلي:
المدير العام للتلفزة
المدير العام للوكالة الموريتانية للأنباء
مدير المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.
ولأن أهل اترارزه يعرفون من أين تؤكل الكتف، فلدي سؤال للعميدين حسب علمكما كم ألحق بهذه المؤسسات الإعلامية الحيوية من مواليد الحوض الشرقي أو حتى من مواليد باقي موريتانيا كل موريتانيا منذ تحكم أبناء ولايتكما الكريمة في هذه المؤسسات، مقابل ما أدمج فيها من مواليد اترارزه.
حسب معلوماتي المتواضعة فجميع منتسبي المكتب الإعلامي الوليد من مواليد اترارزه بدءا بالسكرتيرة إلى المدير العام ما عدى السالمه بنت الشيخ الولي، وعبد الرحمن ولد سيدي محمد، وللأمانة هذا الأخير من مواليد الحوض الشرقي.
في الوكالة الموريتانية للأنباء يتحدث عمال الوكالة عن استجلاب أزيد من مائة وافد للمؤسسة في عهد صاحب الفخامة، جميعهم من مواليد اترارزه ما عدى شاب واحد وللأمانة من مواليد باسكنو، مع تمكين أبناء الولاية من الإدارات الحيوية في المؤسسة وتهميش أبناء ولاية الحوض الغربي هناك.
في التلفزة الموريتانية تم استجلاب أبناء اترارزه بشكل حصري، ويكفيكما عميديّ الفاضلين أن تتابعا نشرة الأخبار الرئيسية طيلة أيام الأسبوع والتي يحتكر تقديمها لأبناء وبنات اترارزه حصرا، إضافة إلى البرامج الرئيسية ولكما أن تنظرا إلى برامج السهرة الرمضانية، وموريتانيا من الداخل، ولي أن أذكركما عزيزي باحتكار أبناء الولاية للإدارات والمصالح المهمة داخل هذه المؤسسة.
ولي طبعا أن أسألكما عن عدد المستشارين الإعلاميين الذين تم تعيينهم في الوزارات، والمؤسسات الحيوية من أبناء اترارزه منذ تسلم الولاية للوزارة الأولى، ووفق علمي لم يعين من أبناء ولاية الحوض الشرقي منذ وصول رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لسدة الحكم إلا مستشارا إعلاميا واحدا رغم الكفاءات الإعلامية المتميزة التي تنحدر من هذه الولاية التي تمتلك كل المقومات الضرورية لتصدر المشهد الإعلامي والتنفيذي لو وجد القليل من الوعي الضروري اللازم لذلك.
كما لي أن أسألكما عن المؤسسات الإعلامية الخاصة التي مولتها الدولة، ومنحتها العقود، والامتيازات..، وهل فيها مؤسسة واحدة محسوبة على أحد أبناء ولاية الحوض الشرقي، خاصة منذ تسلم صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني الحكم في موريتانيا..
ولأكون منصفا سأقول إن ولاية اترارزه فهمت نخبتها التنفيذية، والسياسية، بشكل مبكر أهمية الإعلام، وحجم تأثيره في مراكز صنع القرار لذلك حافظت، بل عملت بشكل دائم على السيطرة على الحقل الإعلامي، وبرزت بوادر التمكين لأبناء الولاية داخل الحقل الإعلامي بشكل مبكر، وقد تفطن نظام ولد الطايع الذي يمكن أن نقول إنه الوحيد الذي حاول تقليد الأنظمة المخزينة، أو العميقة لذلك، فدعم أخبار نواكشوط، والبشرى المملوكتين لمحمد الشيخ ولد سيد محمد، شيخنا ولد النني، لخلق نوع من التوازن المطلوب داخل الوطن الواحد، أو لكسر سيطرة ولاية اترارزه، والحركات السياسية على المشهد الإعلامي، وهو ما جعل الرجلين يواجهان دعاية قوية من طرف صحافة اترارزه، والحركات السياسية، جعلتهما مجرد مخبرين، والحقيقة أن علاقتهما ب”دداهي” قد لا تكون الأكثر عمقا إذا ما قورنت بعلاقته بغيرهما..
ولي في الختام أن أسأل العميدين عن قراءتهما لتصويت ولاية الحوض الشرقي بنسبة 89 في المائة لصاحب الفخامة، وبفارق يزيد على 10 آلاف صوت، مقارنة بما منحته اترارزه.
وهو الذي حرمت في عهده لأول مرة في تاريخها..، من منصب الوزير الأول، أو مدير الديوان، رغم غباء أطرها الذين تقلدوا هذه المراكز..، في عهد رؤساء سابقين، وظلت صحافة اترارزه “اتعدل فيهم الهم” ولم ينتبهوا يوما لفرضية تقتضي دعم نخبة إعلامية متميزة تنحدر من ولايتهم.
اللهم إني أشهدك أني أكره العنصرية، الشرائحية، الجهوية، والقبلية.
اللهم إني صائم.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى