
احتضنت دار الشباب القديمة مساء اليوم مهرجانا جماهيريا حاشدا نظمته “جبهة الوطن أولا” بقيادة الوزير السابق محمد ولد اخليل، وقد تميز المهرجان بكم الحضور ونوعيته جعلت الكثيرين يستمعون إلى فعاليات المهرجان وهم في وضعية الوقوف لامتلاء القاعة فيما ظل العشرات خارجها.
المهرجان بدأ بتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم ثم عزف للنشيد الوطني، تلته كلمات قيادات الجبهة.
أبرز المتحدثين كان القيادي الشيخ ولد سيدي يحي الذي عبر عن امتنانه وفرحته لحجم الحضور الذي امتلأت به دار الشباب الجديدة مساء اليوم دعما لجبهة “الوطن أولا”، موجها باسم الحضور الشكر لمعالي الوزير محمد ولد اخليل، رئيس جبهة الوطن أولا لمواقفه الثابتة اتجاه الوطن ومصالح المواطنين.

كما قدم الأستاذ الشيخ ولد سيدي يحي التحية لأعضاء الجبهة الذين قدموا تضحيات كبيرة في هذا اليوم شديد الحر حيث بدت نتائج تضحياتهم جلية من خلال كم الحضور الداعم لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقدم ولد سيدي يحي في نهاية كلمته ورقة تعريفية عن الجبهة حديثة النشأة مؤكدا أنها تجمع للموريتانيين والموريتانيات على امتداد التراب الوطني الذين يحتاج الوطن لمجهوداتهم.
بدوره رئيس لجنة الشباب الحسن ولد اعليات، أكد دعم الجبهة للمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني لما قدمه من أداء جيد لصالح الوطن والمواطن، مذكرا بمعاناة بعض الشباب الذين فضلوا الهجرة أو الارتماء في أحضان الجماعات الإرهابية، متمنيا أن تكون المأمورية القادمة طوق نجاة للشباب وانتشاله مما هو فيه.
ثم تلت هذه الكلمات ترجمة بالبولارية وقراءات شعرية.
ختام المهرجان الحاشد كان مع كلمة رئيس الجبهة الوزير السابق محمد ولد اخليل الذي شكر الحضور من رؤساء أحزاب ونواب وكذلك مناضلي الجبهة وأنصارها على هذا الحشد غير المسبوق، وأضاف:
لا أخفيكم أنني كنت أتوجس من كم الحضور لأننا خلال السنوات الماضية ونحن ضمن تنسيقية 12 حزبا ينتابنا الخوف عندما نقرر تنظيم نشاط في هذا المكان، ويعكس هذا الحضور تجاوب الشعب الموريتاني والقيادات الحزبية مع جبهة الوطن أولا، الأمر الذي يشجعنا نحن كمجموعة على المضي قدما في ممارسة العمل السياسي من أجل الوطن، لقد ناضلنت طيلة 20 عشرين سنة وواجهت أعتى الأنظمة، نحن على استعداد في كل الأوقات لأن ندفع الغالي والنفيس من أجل موريتانيا.
عن موضوع هذا المهرجان الجماهيري،قال الرئيس محمد ولد اخليل: لقد اجتمعنا كجبهة وتدارسنا أسماء المرشحين وحللنا الوضع والظرفية التي يمر بها العالم وكذلك بلادنا ومحيطنا الإقليمي وهي وضعية مضطربة وغير مستقرة، جعلتنا نضع نصب أعيننا مواصفات الرئيس الذي تحتاجه موريتانيا مستقبلا، وكان توفر التجربة والخبرة الأمنية ضروريان في من سيحكم البلاد وهي خصال يتميز بها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لأنه ابن المؤسسة العسكرية تولى قيادة الأركان طيلة 12 سنة ثم مديرا عاما للأمن ووزيرا للداخلية، بالإضافة إلى تقلده زمام البلد طيلة خمس سنوات، كما أن فترة حكمه كانت مسبوقة باحتقان سياسي كبير، حيث تمكن من تجاوز هذا الواقع بخلق جو من التهدئة السياسية.
كما أعلن المرشح محمد ولد الشيخ العزواني في بيان ترشحه، أنه سيواجه الفساد في مأموريته القادمة، وتدركون جيدا أن الفساد أحد أهم عوامل عدم الإستقرار، الفساد هو سبب الجوع والغلاء وسوء التعليم وسوء الوضعية الصحية، بالإضافة إلى موقفه الثابت من القضية الفلسطينية، حيث دعا القادة العرب في القمة العربية الأخيرة لمساندة الإخوة في غزة وعدم الإكتفاء بلعب دور المتفرج، لكل هذه الأسباب قررنا في الجبهة دعمه كمرشح لرئاسيات يونيو 2024 وندعوكم للتصويت له بكثافة.
ثم ختم الرئيس محمد ولد اخليل كلمته بدعوة الشعب الموريتاني للتعاطي مع الرؤساء والمنتخبين المحليين بعيدا عن النزعة العاطفية والقبلية، وذلك بمعاقبة الذين ينكثون العهد ويسيئون التصرف، وبمكافأة الذين يقدمون انجازات ملموسة على أرض الواقع.
وطالب رئيس الجمهورية بمعالجة بعض القضايا العالقة في مأموريته القادة في حالة فوزه، من أبرزها هجرة الشباب الموريتاني نحو الخارج والهجرة المعاكسة التي تهدد السلم الأهلي والسكينة العامة.
وأضاف: نرجو من رئيس الجمهورية مواجهة الخطاب الشرائحي التحريضي الذي يهدد وحدة البلد وتماسكه.
كما أدعو إلى الإعتناء بهوية البلد ولغته الرسمية لأن استقلالنا يظل ناقصا إذا لم نحقق الإستقلال الثقافي، وجل الشباب الذي هاجروا إلى أمريكا هم من المتعلمين باللغة العربية الذين ضايقتهم في وطنهم لغة المستعمر، وآمل أيضا مراعاة هوية اخوتنا الزنوج، ما نحتاجه حقيقة هو التماسك والإنسجام خدمة لوحدتنا الوطنية.