
تباخيات ترصد لكم بعضا مما خفي وهو أعظم:
01- التعيينات العسكرية التي اجراها الرئيس غزواني مؤخرا هي مجرد شغل لمواقع باتت شاغرة بسبب إحالة اصحابها للتقاعد استحقاقيا،
02- وهي ليست إقالات كما تروج لذلك بعض الصحف الصفراء في الجارة الشمالية، ومع ذلك هي بحاجة الى تعليق وتحليل،
03- لقد كان الأجدر تعيين الفريق محمد الشيخ ولد محمد الأمين “البرور” قائدا للأركان الوطنية ليس فقط نظرا لمؤهلاته وقدراته الذاتية بل ولسببين آخرين:
أ) كون “البرور” هو الضابط الوحيد الذي يحتل الآن رتبة فريق في كل القوات المسلحة،
ب) لحسم قضية الاشكال في التعيين ما بين اللواء محمد فال الرايس واللواء ابراهيم فال الشيباني حيث يرى “الكبش النطاح” ومعه مجموعة من الضباط ان اللواء ابراهيم فال هو الأحق بها، بينما يرى تيار وازن في المؤسسة العسكرية أن ولد الرايس هو الأحق..
04- لكن يبدو ان لدى الرئيس غزواني ملفات أمنية يهمه ان يواصل الفريق “البرور” تسييرها بنفسه، وهي ملفات ذات أهمية قصوى بالنسبة للأمن القومي للبلد،
05- في إدارة الأمن الخارجي تم تعيين اللواء صيدو صمبا چا، وهو الخبير في ملفات هذه الادارة التي قضى معظم حياته المهنية فيها، وكان من بين الممسكين بملف مكافحة الارهاب أيام إدارة الفريق محمد ولد مگت لها حيث حققت تلك الادارة نجاحات كبيرة وأحبطت الكثير من العمليات الارهابية ضد البلاد في مهدها،
06- تعيين العقيد (الحرطاني) قائدا لكلية الدفاع هو، وبغض النظر عن الكفاءة الشخصية لهذا الضابط والتي يعرفها الجميع، مجرد فتح حنفية مالية لضابطٍ من مكونة لحراطين حيث ان هذه الكلية هي من بين اكبر المؤسسات التابعة للقوات المسلحة ميزانية وموارد، ويتنافس، بل ويتقاتل، الضباط على قيادتها كلما كان هناك شغور في منصب قائدها،
07- الى قيادة اركان الدرك الوطني تم توجيه اللواء الشجاع احمود محمود ولد الطائع، الضابط الوحيد الذي يحمل الآن رتبة جنرال في الدرك،
08- اللواء احمود له تاريخ حافل مع الجندية والمهنية والشجاعة، ولقد كان الوحيد الذي نفذ تعليمات قائده سنة 2005 حين كان برتبة نقيب واتجه الى نواكشوط لاحباط الانقلاب،
09- كان العقيد سيدي ولد الريحة قائد اركان الدوك الوطني قل رفض الانقلاب في تلك السنة وتحصن في قياده وأصدر اوامره الى جميع قادة السرايا والكتائب التابعة للدرك الوطني في داخل البلاد بالزحف نحو نواكشوط ومقاومة الانقلاب،
10- لم ينفذ هذه الاوامر سوى قائد سرايا الدرك بواد الناقة النقيب احمود الطائع وزحف بقواته الى نواكشوط لتعترضه وحدات من المنطقة العسكرية السادسة حيث حدثت مفاوضات عاد بعدها النقيب بقواته بعد ان تم اعتقال قائده “ولد الريحة” واعلان بيان الانقلاب،
11- من المناصب التي لم يتم تعيين مسؤول فيها حتى منصب القائد المساعد لأركان الدرك الوطني، ويجري الآن تنافس شري بين العقيد “يبر” مدير العتاد والعقيد “قيس” مدير المعتمدية، والاقدمية هي لصالح العقيد قيس، لكن يمكن تأخير التعيين حيث أن الفريق بلاهي ولد احمد عيشه قضى فترة طويلة يُسير قطاع الدرك من دون مساعد،
12- المهم الآن هو الترقيات المرتقبة في الرتب العسكرية، فرتبة الفريق ستكون للعام القادم (2025)من نصيب كلٍ من اللواء ولد الرايس واللواء ولد الشيباني، وهناك احتمال بتعديل قانون الرتب لإضافة رتبة الفريق الأول، واذا حدث ذلك فسيكون الفريق البرور هو أول من يحصل عليها،
—————–ذ
13- مدنيا، بدأ الصراع والتنافس بين ولد اجاي وولد احويرثي يتخذ منحى آخر، منحى قد يحتوي على أي شيء إلا أن يكون فيه بعض ما يهم المواطن او يعود بالنفع عليه،
14- من المعروف ان الصراع بين الاثنين كان مقتصرا على تعيين المّحاسيب (من الأقارب والمقربين والأصهار والمنصهرين) وتوزيع الكعكات عليهم، لكن الاسابيع الاخيرة شهدت نقلة اخرى في الصراع وتغييرا جذريا في انماط الحرب وتقاليدها بين الطرفين،
15- وبالرغم من كون الاثنين ينتميان اجتماعيا الى ما يُعرف بالزوايا إلا أن التطور الجديد في حربهما تم على طريقة حسانية “مستعربة”،
16-ولقد كان ولد أجاي هو البادىء للأمانة وبشراسته المعهودة، وكان رد ولد احويرثي قاسيا وبعيدا كل البعد عن “اتمربيط”،
17- أمرَ “ولد أجاي” بشن حرب لا هوادة فيها لتحصيل الضرائب والمكوس، وليس في هذا بأس اذا كان بقصد الصالح العام، لكن التجربة تثبت العكس دائما،
18- وحين وجد أن ولد احويرثي لم يرد عليه ردا مناسبا فإنه سدد ضربته التالية، حيث أمر بدراسة زيادات ضخمة في الضرائب والإتاوات للعام القادم،
19- وكان هذا فوق قدرة ولد احويرثي على الحلم والصبر والأناة فاتخذ قراره بالرد مباشرة وبقسوة شديدة،
20- اجتمعت وزيرة التجارة المحسوبة على ولد احويرثي بالتجار ورجال الأعمال وتوصلت لإتفاق معهم يقتضي نقص عشر أواقٍ من سعر السكر على ان تتم زيادة اربعين اوقية على سعر “دلوير”، فيكسب التجار ثلاثين اوقية إضافية مقابل كل “بوش” يطبخ به احدكم عشاءه او غداءه،
21- هذا الإتفاق، او بالأحرى هذه الضربة من ولد احويرثي، دفعت ولد أجاي على طريقة البخيل العربي القديم، لأن يقبض قبضة من التراب ويرميها على الأرض ويقول: لا تعلم انك من المبذرين حتى تسمع بأخبار الصالحين، وعليه فإنني اتوقع ردا قاسيا من ولد أجاي سيدفع ثمنه ثلاثة ارباع المواطنين على الأقل.
22- طبعا، انا هنا اسخر من الإثنين لأقول إن صراعهما ليس لأجل خدمة الشعب او الوطن، بل لكلٍ منهما مآربه ودوافعه ومتكآته ومنطلقاته،
23- ولد أجاي يمثل قوة اجتماعية في الدولة والنظام، وولد احويرثي يمثل مصالح اقتصادية عشائرية (ولكلام ما ينگال فر)، وهذا يعني ان أيا منهما لا يمثل شعب موريتانيا ولا يستهدف خدمة مجموع هذا الشعب،
——————ذ
24- اخيرا، الصورة، مع أخي الدكتور “حبونا ولد بونا مختار” في منزل الفريق بلاهي ولد احمد عيشه حيث كنتُ ضمن آلاف الزوار الذين اقبلوا عليه لتهنئته على مشواره المتحيز في خدمة الوطن والشعب والقوات المسلحة.
—————-ذ
سبحان الله وبحمده شبحان الله العظيم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وسلم تسليما.
تباخيات