sliderثقافة ومجتمع

“تبلبالت” أو شنقيط الأولى

على حين غفلة من التاريخ وعلى غفوة من الجغرافيا تمتد تبلبالت عند منقطع بحر الرمال العظيم المسمى عرق شاش أو أركشاش الممتد بين أقصى جنوبي غربي الجزائر وأقصى شمالي غربي مالي وأقصى شمالي شرقي موريتانيا.
غفلة من التاريخ؛ لأن جانبا مهما من سكانها الأوائل إما هجروها إلى شنقيط أو إلى تمبكتو أو إلى قصور كوسان وملوكة في توات؛ ولأن الجغرافيا شاءت أن تتحول طرق القوافل أو بالأحرى تتوقف؛ فلم يعد ذهب مالي المنجم الوحيد في غربي العالم القديم كما لم يعد طريق النخاسة يمر عبر بحر الرمال العظيم أركشاش بل عبر الأطلسي إلى مزارع قصب السكر في العالم الجديد.
والذين هجروها إلى شنقيط إنما تركوا الرسم وراءهم وحملوا معهم الاسم: من قضاء الله إلى قضاء الله، من شنقيط إلى شنقيط. وهو أمر مطّرد: فلقد حمل الفُلّان معهم اسم فوتا من آفطوط.
وما تزال اليوم حين تسأل عن القبور العظيمة التي يبلغ طول أحدها 7 أمتار في تبلبالت يشيرون إلى أبرزها وهو قبر بوزكري قائلين إنه جد أهل شنقيط.
وفي دراسات حديثة حول تبلبالت ما قبل التاريخ يرد اسم شنقيط عَلَمًا على قطعة صخر محددة اكتشفت قرب تبلبالت.
وما تزال مجموعة تحمل اسم أولاد ابييري تقطن في تبلبالت إلى يوم الناس هذا.
قاسم مشترك آخر بين شنقيط ووادان وبين تبلبالت هو اللهجات التجارية: فلئن اندثر لسان أزير من وادان فإن لسان كويراجى ما يزال حاضرا بقوة في تبلبالت.
يتواصل

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى