
نسبه:
هو الشيح جعفر بن مولاي المهدي بن مولاي عبد الله شيخ العافية بن سيدي محمد بن مولاي صالح بن مولاي الشريف بن سيدي حم بلحاج العلوي نسبا النعمي سكنا الحوضي وطنا.
المولود 1236ه
بالنعمة
المتوفى 1311 ه
لقد حظيت جوانب من سيرة هذا العلم في مجال الثقافة العالمة بدراسات وتحقيقات لبعض مؤلفاته من باحثين أبرزهم كتاب للدكتور سيدنا علي بن مومنه حوله،وقد اجاد فيه وسد الكثير من الثغرات وانار الكثير من دروب سيرته، اضافة الى تحقيقين لباحثين أحدهما المصطفى ولد سيدي عثمان تناول كتابه حول وجوب صلاة الجمعة على قرية ولاتة بعد أن افتى احد اعلامها بسقوط صلاتها عنها والكتاب جواب لسؤال حول الموضوع ورده من تلميذيه مولاي عبد الرحمن بن مولاي اسماعيل ومولاي الحسن الملقب (باب حسن). وتحقيق ثان لعدة فتاوى له في موضوعات فقهيه مختلفة قام به أبو الغيث ولد مولاي أحمد.
كما نشرت جمعية اولاد سيدي حم بلحاج للدراسات التاريخية والثقافية بالجزائر ولاية آدرار، في كتاب ندوتها الثانية عام 2017 دراسة وافية عن سيرته العلمية.
وتكميلا للفائدة وللمزيد من التعريف بهذ العلم وبنشاط أبنائه واحفاده من بعده سأقدم نبذة عن بعض ادواره غير المعروفة في المجال البيظاني،وهي دعوته إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتي بها هدى الله قادة كفر في بلاد البمبارا وأطفأ بها نيران حقد ضد المسلمين.
السياق التاريخي والجغرافي لدعوته.
شهد القرن الثالث عشر الهجري،حركة جهادية مسلحة قادها الشيخ عمر الفوتي مستهدفة اكبر واعظم ممالك البمبارا الوثنيين، وبعد أحداث دامية سقطت عاصمة الوثنيين سيكو الواقعة على الضفة اليسرى لنهر جوليبا في يده، واستعصت على سيوفه إمارات على الضفة اليمنى للنهر قبالة بلاد الحوض من أرض البيظان.
في بحر هذه الاحداث فرض الفوتيون حصارا على التبادل التجاري بين الشمال المسلم والجنوب الوثني مما تسبب في ظروف قاسية، نجد صداها في رسالة بحوزتنا بعث بها الشيخ جعفر إلى أحمد بن الشيخ عمر الفوتي يتوسل له ويتشفع له بضرورة تخفيف الحصار نظرا لما لحق بالناس من الضرر خاصة تجار اهل الحوض. وفي هذه الجو المعقد والمضطرب،قبل الفوتي شفاعته فخفف الحصار.
خلال هذه الاحداث كان جعفر مقيما بمدينة (كالا) لأسباب تجارية حسب المؤرخ الفرنسي بول مارتي، فقد كان تاجرا ثريا مثل ابناء عشيرته البلحاجين الذين امتهنوا التجارة عبر مسالك الصحرى الكبرى وحواضر السودان حسب تاريخهم المدون من سجلماسة الى توات وتمبكتو وولاتة والنعمة.،
كالا مقر اقامة وتجارة الشيخ جعفر مدينة زنجية تبعد ( 140كلم من حدود موريتانيا الحالية) .
دعوته الى السلام والإسلام.
في كالا مرت علاقته بمرحلة متوترة مع حاكمها المسمى سيريكي كليبالي حسب بعض الوثائق في مكتبات احفاده كما تحدث عنها الرحالة الالماني اوسكار لا نز الذي التقاه خلال رحلته عام 1888,وتحدث المؤرخ الفرنسي بول مارتي عن مكانته الكبيرة وصيته في المنطقة كما تحدث عن علاقة غير ودية بينه وبين حاكم كالا وصلت مرحلة من التوتر عرض عليه زعماء زنوج من انصاره غزو كالا والاطاحة بزعيمها لكنه رفض العروض .
ولعل النقطةالمفصلية الأشهر في دعوته الى الله كان ابرز تجلياتها اجتماعا عقده مع قادة الإمارات الوثنية في مكان يسمى (كنجورو) حضره مماري كوليبالي زعيم كالا وخليفة زعيمها الذي كان معاديا لجعفر. ودوابى كوليبالي زعيم امارة فارا بوكوا، ولامبور كيتا عم والد رئيس جمهورية مالي السابق موديبو كيتا، وانضو جار زعيم ما رمابوكو وهو امير شرس كان شديد العداوة للمسلمين،، وتماكورو صوكى جار ،وزعيم امارة انكو طلا جنكي جارا وبابلى كمدلي.
في هذا الاجتماع نجح جعفر في الحصول على الغاء عقوبة الاعدام التي كان هؤلاء الزعماء ينفذونها على كل مسلم يعتقل داخل بلادهم والمسلمون بالاساس هم البيظان وافلان.
كما نجح في ابرام مصالحات بين الأمراء الذين كانت الحروب مشتعلة بينهم، وقد مهد هذا اللقاء الطريق لأن فتح الله قلوب هؤلاء القادة المعاديين للاسلام، فاسلموا فيما بعد على يده، اضافة الى إسلام ماسيرى كيتا الجد المباشر لرئيس جمهورية مالي السابق مديبو كيتا..
ولم يقتصر دوره في هذه المرحلة على الدعوة الى الله بل فك بعض اسرى المسلمين كانوا سبايا عند الوثنيين ، حيث توجد وثيقة بمكتبة سيدي محمد الملقب (سيداتي) بن مولاي إسماعيل في مدينة كيرى تتحدث عن مبالغ مالية كبيرة دفعها فداءلسبايا مسلمين والوثيقة بخط تلميذه المقرب محمد الحبيب الجكني. ،كما توجد وثيقة بخطه يتحدث فيها عن وفد عثماني زاره في كالا يحمل رسالة من السلطان ولا تتحدث الوثيقة عن تفاصيل مهمة الوفد رغم ذكرها لأسمائهم ووظائفهم وهو وفد كبير مما يعني انه كان في مهمة سياسية.
ومن أدواره السياسية كذلك رسالة طويلة بعثها لابن عمه وبن خاله مولاي عبد الله الملقب (باب عينينا) الذي كان منغمسا في الصراع الدائر بين كنتة والفوتيين حسب الرسالة، وهو ما لم يرضه له جعفر بل طلب منه في الرسالة الابتعاد عن ذلك الصراع وقال له إن كل ما ستحقق سيحسب لكنتة لا لك ومقامك لا يسمح لك بأن تكون تابعا، بل يخبره أن ناسا كانوا في مجلس احمدٌ الفوتي قالوا له إن من أكبر أعدائهم شريف نعمي يدعى باب عينينا يحرض عليهم، وقال له فيها تذكر ما قلت لك عند ما جئتني برسالة الشيخ البكاي الكنتي في الموضوع اي موضوع حروب كنتة وفوتة ورفضي لطلبه والرسالة نشرها سيدي محمد ولد جعفر في كتابه حروب التوغل الفرنسي ومقاومتها في ارض البيظان الصادر عام 2009 عن دار الدستور .
أحفاد له على نهجه سائرون
ظل ابنائه واحفاده على نهجه الدعوي والاصلاح البيني في منطقة بها قوميات متنافرة لها تاريخ قريب من الحروب والنزاعات، وهو ما تعترف لهم به الدولة المالية حتى اليوم ففي أكثر من مناسبة قال مسؤولها إن المنطقة التي لهم بها نفوذ لم يسجل قط أن متخاصمين تداعوا الى السلطة بل يكفيهم ما يقوم به الشرفاء آل الشيخ جعفر من الصلح.
ولم يقتصر دورهم على نشر السلم والتعليم بل مازالوا دعاة الى الله فقد كان حفيده وسميه جعفر بن مولاي احمد المتوفى عام 2011 داعية حيث اسلمت قرية كاملة تدعى (سريبلا) على يديه عام 1974 في منطقة (بل دگو ) وقام ببناء ثلاثة مساجد في نفس العام بقرية تدعى (انج بگو) وأدبايين تابعين لقبيلة ياداس يسميان عر داود الميمون وعر اهل مان وواصل بناء المساحد بعد هذا التاريخ في المنطقة.
وعلى نهجه قام نجله المقيم في الغابون مولاي أحمد الملقب ابو الغيث ولد جعفر بعمل دعوي كلل باعلان قس من عائلة مكاكو اسلامه وتسمى باسم عمر كما اسلمت زوجتاه وتسمتا باسم فاطمة البتول ومريم العذراء عليهما سلام الله وتمكن من الحصول للمسلمين على ترخيص بناء مسجد اشتروا له قطعة ارضية في حي ( أكاندا بالعاصمة لبريفيل) وبنوا بها المسجد الذي اطلق عليه اسم اول سفير نبوي في افريقيا سيدنا جعفر بن ابي طالب عليهما السلام.
هذه نبذة عن هذا الجانب من سيرة هذا العلم وأدوار احفاده من بعده كل ذلك تم بعيدا عن الاعلام والدعاية لأنهم لا يريدون الا وجه الله
مولاي اشريف/مولاي اشريف .