
إن اخطر ما نعاني ويتسبب لنا في مشاكل معضلة لا حل لها هو غياب أهل العلم والخبرة والفكر عن تدبير الشأن العام ،الذى يترك دائما للحكام بمستوياتهم وعقولهم المختلفة،
إن حول سلطا تنا دائما عشرات ومئات المتخصصين من مختلف الاختصاصات، ومثقفين عميقي الثقافة واسعى الاطلاع، لكنهم جميعا يبدون متفقين على وضع عقولهم في الثلاجة- ربما- خوف ان لاتستمر استفادتهم من السلطة التى يرونها جاهلة لاحاجة لها في أهل العلم والعقول والافكار، ولاحاجة لها بتلقى المعلومات من خارجها ،!!
فلو تحدث أهل الخبرة للسلطة وتبادلوا معها الرأي لأوضحوا لها ان ثروات البلد المعدنية والبحربة والزراعية كفيلة بان تعطي لكافة الممولين الثقة لتزويدنا بالاموال الضرورية التى بها نستطيع تخطيط وبناء مشاريع ضخمة نغير بها أحولنا وفي نفس الوقت نحمي بها ثرواتنا التى نجنى من مختلف المصادر ونحميها من الضياع في مشاريع صغيرة فاشلة غالبا وسيئة الاختيار والتخطيط وسيئة التسيير ،تذوب فيها اموال البلاد شيئا فشيئا وسنة بعد سنة ومرحلة بعد مرحلة ،وتستنزف الثروات وتضيع المليارات ونستمر كيوم ولدتنا أمهاتنا لانملك بالكاد إلا نفوسنا!!!
هذه هي مشكلتنا وصيرورة حياتنا يستمر اهل العلم والرأي مفضلين التكيف والهدوء والاستقرار ياكلون صامتين والمنفذين من اهل الحل والعقد يتصرفون على سجيتهم تصرف المغفلين الجاهلين والبلد يعاني من نقص كل شيء والحاجة لكل شيء والاموال تدخل وتذوب دون ان يكون لها دور في التأثير على واقع التخلف المعاش و وتوسع الفقر و وانتشار الأمراض ، هذا الوضع لن يتغير إلا إذا استفاد المنفذون برأي الخبراء والعلماء والمفكرون ،وقرر الأخيرون إخراج عقولهم من الثلاجة والاشتراك في أمر البلاد بما يملكون من خبرة وعقل وفكر!!!
التراد بن سيدى