
مايجرى في الحدود مع الشقيقة مالي ومايجري فى انواكشوط والحوض الشرقي من إعداد وتهيئة لزيارة الرئيس غزوانى لمقاطعات الحوض الشرقي يؤشر إلى ضعف الوعي ونقص التفكير فى الوضع الدقيق ،البالغ الحساسية والخطورة!!!
إن الوضع يشكل تهديدا للثروة الحيوانية لاربع ولايات هي الاكثر تملكا لرؤوس الاغنام والابقار فى موريتانيا ،ومنع مواشي هذه الولايات من الانتجاع فى مالي بمثابة الحكم عليهم بكارثة لايمكن تقدير مداها،والحوض الشرقي هو الاكثر تضررا بهذ الوضع والاكثر هشاشة وضعفا أمام مثل هذه الحالة،..
فكيف ارتأى الرئيس ووزراؤه ومستشاريه، زيارة و مهرجانات وتجمعات فى مثل هذ الفصل من السنة وفي مثل هذه الظروف شديدة التوتر؟!
إننا نعتقد انه كان الاولى التوجه من الرئيس وحكومته لاستخدام مكانتهم وعلاقاتهم . للبحث عن الطرق المختلفة لإطفاء الحريق فى مالي او على الاقل إبقاء علاقات تمكن من الحصول على ما يمكن من تساهل مع مئات آلاف المواطنين منمين وتجار ومنشطى الاسواق الاسبوعية فى الحدود المشتركة ،إن السلطة الموريتانية بخبرتها الطويلة فى التعامل مع سكان مالي الذين ينشط فيهم المتمردون تستطيع الوساطة بينهم وبين الحكومة المالية ،وتستطيع لعب اوراقها الرابحة مع حكومة مالي والحصول منها على مسامحة مواطنيها..
إن الذى لايمكن قبوله هو هذا التبلد والغباء الذى تتعامل السلطة به مع المشكلة وكأنها غير موجودة ،الحيونات دخلت الحدود وحكومة مالى تعطى الإنذار بعد الإنذار ،والمتمردون يتحركون على الحدود،والرئيس يخطط لرحلة يستقبل فيها بمهرجانات فى مختلف المقاطعات!!!
إننا نعتبرهذ غير وارد إلا إذا كانت هناك امورا نجهلها ،وضمانات وتعهدات من الجهات الحكومية والشعبية فى مالي ،وحتى فى هذه الحال لم يكن مناسبا تنظيم الزيارة فى هذ الظرف الخاص وبالاسولوب الذى يعطى الانطباع بان الوضع عادي ولا خطر فيه من جميع الجهات!!!




