sliderالأخبار

هل يبيح القانون الموريتاني المجاهرة بالإفطار في رمضان ؟

يخيل إليك وانت تسير في الشارع الموريتاني بانك لست في شهر رمضان

فالمطاعم ابوابها مفتوحة والناس يتزاحمون عليها !
واصحاب الوجبات الخفيفة يجلسون على الطرقات..
وباعة الشاي يتجولون !
والناس يجاهرون بالافطار في الاسواق والشارع وفي الأماكن العامة !
والسلطة الموريتانية لا تعتبر هذا الامر جريمة ؛ والقانون الموريتاني ليس فيه ذكر لعقوبة المجاهرة بالافطار في نهار رمضان؛ولا يُسمح بالعقوبة الا إذا كان منصوصا عليها في القانون لان الدستور الموريتاني ينص على انه : “لا جريمة ولا عقوبة الا بقانون”.
وهذا يعني ان كل ما لا يجرمه القانون يعتبر مباحا.
اي ان المجاهرة بالافطار في نهار رمضان لا تعتبر مخالفة للقانون الموريتاني !
وهو ما يعني ان موريتانيا متخلفة عن سائر الدول العربية والاسلامية التي تنص قوانينها على اعتبار هذه المسالة جريمة يعاقب عليها القانون؛ ومن امثلة ذلك :
١- *القانون الإماراتي :*
المادة 313 من قانون العقوبات تنص على انه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهر او بغرامة لا تجاوز 2000 درهم كل من جاهر في مكان عام بتناول الاطعمة او المشروبات او غير ذلك من المواد المفطرة و كل من اجبر او حرض او ساعد علي تلك المجاهرة و يجوز اغلاق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض مدة لا تجاوز شهر.
و تنص المادة 314 من هذا القانون ان لوزير الداخلية الحق في اغلاق ما يراه من محال في نهار رمضان منعا للمجاهرة بالافطار
و يعاقب المسؤول عن ادارة المحل اذا خالف القرار بالعقوبة السابقة اي الحبس الذي لا يجاوز شهر او غرامة 2000 درهم.
٢- *القانون القطري :*
تنص المادة 267 من القانون الرقم 11 لسنة 2004 على تجريم الأكل في نهار رمضان، وتعاقب المخالف بالحبس لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال( 800 دولار) ، أو بإحدى هاتين العقوبتين. ولا يفرق القانون القطري بين المسلم وغير المسلم
٣- *القانون المغربي :*
ينص الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي رقم 413 لسنة 1959 على أن “كل مَن عُرف باعتناقه الدين الإسلامي، وجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقَب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من إثني عشر إلى مائة وعشرين درهماً
٤- *القانون الكويتي :*
يعاقب القانون رقم 44 لسنة 1968 على الإفطار العلني في رمضان، وقد جاء فيه: “يعاقب بغرامة لا تتجاوز مائة دينار (نحو 330 دولار)وبالحبس لمدة لا تتجاوز شهراً أو بإحدى هاتين العقوبتين:
– كل من جاهر في مكان عام بالإفطار في نهار رمضان.
– كل من أجبر أو حرض أو ساعد على تلك المجاهرة، ويجوز غلق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض لمدة لا تجاوز شهرين».
٥- *القانون العماني :*
في الباب الحادي عشر من القانون الجزائي رقم 7/1974وتحت عنوان “في القباحات”، تقول المادة الرقم 312/10 “يعاقَب بالسجن التكديري أو الغرامة من ريال إلى خمسة ريالات أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أقدم على نقض الصيام علناً في شهر رمضان من المسلمين بدون عذر شرعي”.
٦- *القانون الاردني :*
نصت المادة 274 من قانون العقوبات الأردني رقم 16 لعام 1960 على انه : “من ينقض الصيام في رمضان علنا ً يعاقب بالحبس حتى شهر واحد او بالغرامة حتى خمسة عشر دينارا”.
٧- *القانون الباكستاني* :
ينص قانون صدر عام 2017 على ان عقوبة المجاهرة بالافطار في رمضان هي السجن الذي يصل لثلاثة اشهر بالاضافة الي غرامة مالية تصل الي 500 روبيه
٨ *- القانون المصري :*
يقررت عقوبة الحبس الذي لا يقل عن ثلاثة ايام او غرامة لا تقل عن 100 جنيه مع الحبس شهرا لمن يفتح مطعما او يسهل الطعام جهرا في هذا الشهر الكريم.
*****
وفي حين تظل ممارسة الافطار في نهار رمضان في الشارع الموريتاني امرا معتادا ؛ نجد الكثير من الدول العربية والاسلامية في بداية شهر رمضان تعطي تعليمات خاصة بعدم انتهاك حرمة شهر رمضان في المؤسسات العامة و الخاصة و الشوارع و الساحات ووسائل النقل .
– و تتضمن التعليمات عادة عدم السماح بفتح المطاعم و المقاهي خلال ساعات النهار .
وتقوم بملاحقة من يفعل ذلك وتعاقبه ؛ ومن امثلة ذلك :
١- قضت محكمة تونيسية في 1/ 7 / 2017 بسجن 4 مواطنين تونسيين بعد ان قبض عليهم اثناء تناولهم الطعام و التدخين في حديقة عامة خلال شهر رمضان المبارك .
٢- قامت السلطات الجزائرية في رمضان 2016 و 2015 في مدينة ( تيزي وزو )بغلق محل فتح ابوابه خلال النهار في رمضان.
٣- في عام 2009 و عام 2016 تلقت السلطات المصرية شكاوي كثيرة من المواطنين من استهتار البعض و فتح محلات للافطار اثناء نهار رمضان فقامت بحملة لاعادة الانضباط الى ان اختفت تلك الظاهرة.
****
والسؤال المطروح :
لماذا تظل موريتانيا متخلفة عن العالم الإسلامي في معاقبة المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان ؟؟

محمد الامين ولد آقه

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى