sliderالأخبارثقافة ومجتمع

بابَ ميني: الممثل الذي يذوب في شخصياته

حين تشاهد بابَ ميني على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، لا ترى ممثلاً يؤدي دورًا، بل شخصية تنبض بالحياة، تأخذ مكانها الطبيعي في المشهد حتى تنسيك أنها مجرد تمثيل. ينصهر في أدواره ببراعة نادرة، كأنه يُسلم نفسه تمامًا للروح التي يجسدها، فتختفي شخصيته الواقعية ليحل محلها الكائن الجديد الذي خلقه النص والإبداع معًا.

لم يكن بابَ ميني مجرد ممثل يتقمص الأدوار، بل كان فنانًا فطريًا موهوبًا حباه الله بمرونة أدائية لا نجدها عند كثيرين من جيله. لم يكن بحاجة إلى التكلف أو العناء في التمثيل، لأن الشخصيات كانت تجد فيه بيئتها الطبيعية، تتلبّسه كما لو أنه كُتب لها أن تولد من خلاله.

وحين يقف على خشبة المسرح، يتوارى ذلك الرجل الطيب البشوش، ليظهر بدلاً منه جبروت الشخصية التي يؤديها، بكل ما تحمله من مشاعر وانفعالات. حتى أولئك الذين يعرفونه عن قرب، قد يجدون أنفسهم مخدوعين للحظات، مأخوذين بالتحوّل العجيب الذي يطرأ عليه حين يرتدي ثوب الدور.

بابَ ميني لم يكن ممثلاً عابرًا في المشهد الفني، بل سيرة تُكتب وقصة تروى. أدواره لم تكن مجرد شخصيات على الورق، بل حكايات عاشت في ذاكرة الجمهور، منحها من روحه وتجربته الكثير، حتى أصبحت جزءًا من تاريخ المسرح والدراما في موريتانيا.
نقيب المهم التمثلية في موريتانيا

عبدالله محمد سعيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى