وماذا بها؟../ د.بتار ولد العربي
عندما يكون الشعب قد إعترف لرجل بوقوفه مع الضعفاء، وبسعيه الجاد سياسيا وحقوقيا لكي يحصل كل فرد على حقه محافظا على السلم والأمن والإستقرار، ونزل رئيس الجمهورية من برجه العالي ليعترف بذلك ويقدر مجهوده، فماذا بها؟ ، وإذا كان الرجل قد جاب الأخضر واليابس وملأ أفواه العالم بالحديث عن مشروعه الوطني الهادف إلى نشر العدل بين المواطنين ومساواتهم أمام القانون، فمنحته أعتى جامعات العالم شهادة الدكتوراه الفخرية مساندة له، ومتبنية خطابه، وجاء الوزير الأول وهمس في أذن الرئيس مشيرا إلى مكانته ومطالبا بإنصافه، فماذا بها؟،
وإذا كان هناك من لقبه العالم قبل أنصاره بالزعيم، بعد أن نالت منه السجون ما نالت، وكفره فقهاء البلاط، واتهمه أصحاب الأنظمة ومناصريهم بالعنصرية والتمييز، وتبين بعد ذلك العكس باعترافهم سرا وعلنا، ثم فهم رئيس الجمهورية وحكومته أن هذا الرجل معادلة صعبة، ولا يمكن أن يكتب نجاحا لمشروعهم دون حضوره ومساعدته، فصالحوه، وشاطروه الحكم والتسيير، فماذا بها؟
وماذا بها إذا كان الشعب قد منح اصواته لهذا الزعيم، رغم المضايقة والتزوير فاحتل المرتبة الثانية في ثلاث مناسبات رئاسية بجدارة واستحقاق،واصطف الجميع وراءه في خرجة سلمية مناديين باحقيته في الرئاسة، فماذا بها؟
وماذا بها إذا اعترفت حكومة بعجزها، وسوء تسييرها، وظهور فسادها، وتقاعد حكامها، ثم استقالت ومنحت المشعل لشباب طموح يرى الزعيم بيرام الداه اعبيد المنقذ لما تبقى، فشرعوا له حزبه، واطلقوا له العنان فماذا بها؟،
وماذا بها إذا منح لحراطين رئاسة دولة رفضها الزنوج عند تأسيسها، وهيمن عليها البيظان خمس وستون سنة، أليسوا أهلا لها؟
كامل الود والاحترام.




