اقريني ولد أمينوه، يكتب عن رحيل سيدي أحمد إج
أبي توفي اليوم!!!
الآن صار بإمكانكم أن تنادوني باليتيم!
نعم؛ اليوم صرت يتيما مرة أخرى…
أبي وخالي وحبيب أبي ووالد أمي
لم يعد بيننا !!!
توفي سيد أحمد ولد أج ولد محمد محمود ولد أمينوه.
===
رحل دون أن أودعه؛ أن أهمس له بفيض مشاعري؛
رحل دون أن أقول له
أنت قدوتي وتاج رأسي
كيف لم احتضنتك حين ودعتني مساء منتصف الشهر الماضي حين جئت أودعك بعد أن قضيت عطلة قصيرة معك فى بلدة لحرج!
كيف لم انتبه لرداءة الزمن وغدر الأيام وأجلس معك
مادمت سترحل هكذا دون وداع !!!
===
سأحدثكم قليلا عن فارس من هذا الزمان
عمامة مجد ونار قرى
أب الجميع وأخ الجميع
فى نهاية الستينات قرر فتى يافع أن يستقر فى واد بعيد ومعزول ويقاوم الجفاف والجهل والمرض
بمفرده؛ نذر نفسه لمهنة مقدسة :
إعمار الأرض
ومنذ العام 1969- عاس تأسيس مدينة الرشيد الجديدة التى قامت على أنقاض الرشيد القديم الذي دمره المستعمر أغسطس 1908- ظل سيد أحمد وفيا للبشر والحجر
ظل صامدا يُمرض ويسعى فى منافع الناس؛ كل الناس
والي يوم الناس هذا ظل المرحوم ملاذا للمعدم والمريض والممسوس والمنبوذ والجائع والخائف.
===
اليوم بإمكانكم أن ترثوا الرشيد المتشح بالسواد حزنا على فارسه الذي ترجل!!
اليوم أضحي مجتمع عريض من فسيفساء موريتانيا بلا أب وبلا أم
اليوم يتدثر لحرج بعباءة حزن حالكة السواد .
اليوم يبكي الرشيد ليرجع الصدى فى اشاريم وتنيامل انگدي وكل نجوع تگانت؛ تگانت التي أحبها سيد أحمد ببلدياتها العشر ومقاطعاتها الثلاث.
مثلها أهلها عمدة ونائبا
وناطقا باسم جراحها وآلامها وآمالها
اليوم فقدنا سندا وعونا على نوائب الدهر
إنا لله وإنا اليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل .



