عبد الله محمد – يكتب: ملاحظات في موضوع الهدنة؛ ما حصل ومنها وما قد يحصل
1- توقف المواجهة لأجل الهدنة، في هذه المرحلة، إن ارتأته المقاومة وفقا لما هي أعلم به، مكسب وليس هزيمة، فالعدو سعى لهذه الهدنة كثيرا ومكسبه فيها هو مكسب المقاومة بكامل الندية، وتنازلاتها أقل من تنازلاته لأنه جيش نظامي وترسانة واقتصاد وتحالف دولي سيكون قد خضع بالكامل ليتفاوض مع قلة قليلة هي المقاومة (فليفكر ذو عقل بعقله وليفهم معادلة النسبية هنا وكون الصه-اينة انفسهم يعون ان الهدنة انتكاسة لهم وأنها بلع تمرة نواتها جمرة لان حماس لم يقض عليها)، وفوق ذلك لدى المقاومة -الإسلامية- فوق تلك المعادلة: “إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون” : “وترجون من الله ما لا يرجون”. من يغفل احتساب الأجر عند الله والمسألة الدينية ثم يقفز ليحلل الوضع في فلسطين، كقتال بين فرقتين مجردتين، مغفل. متى صمدت أصلا فرقة بهذا العدد والعدة لجيش نظامي يملك الطيران والقذائف المتجاوزة لأعماق الأعماق ومخابرات الغرب والجيران (التي سلمت المجاهد يحيى السنوار رحمه الله “تسليم أهالي” على لغة إخوتنا المصريين).
2- المقاومة صاحبة مشروع جهادي وليست صاحبة رهان في سباق هجن، وتأييدنا لها ليس تشجيع فريق نمرر عبره تنفيسنا عن عقد فشلنا أو نملأ به فراغنا. ليست برسا ولا الريال وقادتها ليسوا انشليتوي ولا غيره. وما الذي كلفتنا اصلا حتى نقحم انفسنا في قرارها: دعاء وهذا حق المسلم، وبعض الدراهم وهذه لم تكن لتكون ارتهانا لثلة لو ارادت المال والسلطة لكانت اليوم متورمة الخدود بطانا كحال غنيمة اوسلو.
هي أدرى لأنها صاحبة الميدان والعمق الشعبي وأدرى بالشأن وأكثر بذلا فيه بالروح والمال وأعرف بعدوها: قرار المبادءة أصلا (ومسوغاته) الذي سيظل استثمارا استراتيجيا ثقيلا على العدو ومنعطفا بارزا في الصراع، وقرار التفاوض بالبندقية بحنكة عبر وسيط خلال المواجهة لكسب الوقت والضغط ورفض تكريس الأمر الواقع المجاني، وقرار الهدنة اليوم واستجماع الأنفاس وجعل العدو يقف على جرف دون حسم، إن حصل. تختلف حسابات القطاع كثيرا عن حسابات الدول القطرية والجيوش النظامية. ما لم تحسم اسرا-ىيل فقد فشلت، وما لم تزل المقاومة فقد انتصرت: إنه صراع كسر عظم بالعرض البطيء، وليس دور ابلايستيشن ع البارد.
3- ثم إنه في حسابات المواجهة عموما، من بيننا من لا يميز بين الاستسلام والهدنة، بين توقف المعارك وانتهاء الصراع، بين إدارة الصراع مع عدو محتل مدعوم بتحالف، ومركزه 165 كلم منك (غزة-تل آبيب، في بعض مواقعها، أقل من مسافة نواكشوط-ألاكَ)، لا يميز بين ذلك وبين مواجهة اكلاسيكو من خلف كيبورد وانترنت صوكَ ميه! طبعا أتحدث عن الطيبين المتألمين غير الواعين للمسألة في عمقها، أما المستفهمون عن وعد الله او الملتبسة لديهم عليهم طبيعة الوعد الآخر (يطالبون بصيحة ملك أو قلب لتلآبيب كما فعل بقرية لوط، حتى يؤمنوا)، فليفهموا أنه وعد على شرط تتحقق أشراطه وليس وعدا بمعجزة ريح عاد، وأما المثبطون الشاكون اصلا في وعد الله والمتدثرون بحسبة ميزان قوى على طريقة “لوأطاعونا ما قتلوا”، فأولئك من المقبوحين حالا والمجانبين للصواب تحليلا.
4- من يظن أن الكيان أهل لأي صيغة تعايش معه، أو الحصول منه على مكاسب من جانب المحتلة ارضهم، وينظر للسلمية والثمار المشتركة، ويقارن ببلادة ذهن ووهن روح وجفاف تدين بأن لدى الفلسطينيين فرصة سلام وتعايش، ولا يتعظ مما حصل لجماعة اوسلو حيث هم في كانتون تتحكم فيه الشرطة الاسرائيلية -بل سpلتيف- وزعماؤهم بين افنديات المكاتب وتجار الموبايل وأكلة “المقلوبة”، فليسترح وليرح.
#إلذاك
عبد الله محمد