الشيخ سيدي المختار ولد عبد الغفور – يكتب: تأييدا لنداء رئيس الجمهورية من مهرجان مدائن التراث

استمعت باهتمام بالغ إلى الخطاب التاريخي الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم في مهرجان مدائن التراث، والذي وجه فيه نداء وطنيا جامعا ومدويا من أجل تغيير العقليات السلبية، والتخلص من النعرات الضيقة، ومن خطابات الكراهية، ونزعات الاستعلاء، بما يحصن شعبنا ذي التاريخ الواحد والمستقبل المشترك.
إن الأفكار التي دعا إليها رئيس الجمهورية، تمثل المبادئ ذاتها التي ناضلت أنا ورفاقي في الحركة الوطنية الديمقراطية، والقوى الوطنية الأخرى، من أجلها منذ سبعينيات القرن العشرين، حين رفعنا شعارات المساواة والعدالة الاجتماعية والتلاحم الوطني. لقد تحملنا في سبيل هذه المبادئ أقسى أشكال التعذيب والتنكيل، وناضلنا من أجل أن تتحقق، واليوم نشعر بسعادة وفخر كبيرين لأن هذه الدعوة تأتي من أعلى هرم الدولة، مجسدة إرادة سياسية واضحة نحو تحقيق الوحدة الوطنية وترسيخ قيم العدالة والإنصاف.
إن النداء الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية يتطلب اصطفاف جميع القوى الوطنية، من موالاة ومعارضة، لتحقيق هذه الهبة الوطنية الجامعة، ذلك أن تغيير العقليات السلبية وتعزيز قيم التماسك الوطني لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال عمل وطني مشترك يجمع الجميع تحت راية واحدة، بعيدا عن كل أشكال الانقسام أو الاستقطاب.
وفي هذا السياق، أدعو حزبنا حزب الإنصاف، إلى مد يده إلى قوى الأغلبية الأخرى وقوى المعارضة، لأجل العمل المشترك على بناء جبهة داخلية قوية، قادرة على تجسيد هذا النداء وتحويله إلى خطوات عملية تُرسي دعائم الوحدة الوطنية، وتعزز التلاحم الاجتماعي، وتعيد صياغة مفاهيم العدالة والإنصاف بما يحقق طموحات شعبنا.
إنها لحظة تاريخية فارقة، تتطلب من جميع القوى الوطنية والديمقراطية الالتفاف حول هذه المبادئ والعمل يدا بيد لتحقيق مستقبل مشترك قائم على قيم العدالة والمساواة التي ناضلنا من أجلها طويلا.
لنكن جميعا جزءا من هذه الهبة الوطنية لتحقيق رؤية موحدة ومزدهرة لموريتانيا.
الشيخ سيد المخطار ولد عبد الغفور
عضو المجلس الوطني لحزب الانصاف




