لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حب تملق وتعلق وجداني بالحوض وبمدينة النعمة بصفة ادق ، فمنذ بدية مساره المهني كان حريصا كلما حملته مأمورية اليها أن يزور مدفن شرفاء جيل تأسيس النعمة في أكتوبر عام (1808) في بيتهم الطيني الذي تحاصره الحوانيت والذي لم يعد يدخل الا بإذن اصحابها، في ذلك المدفن يرقد احد اعلام مريدي الشيخ سيد احمد بوغفارة، والد فخامته الطيني والعرفاني التزاما منه بأثر “أن من أبر البر أن يبر المرء ود أبيه”.
لا أستبعد ان يكون زار مقبرة المبروك قرب (مينة النوار -مالي ) حيث مقام الشيخ محمد لاغظف الحوضي،
عند توليه امر الامة كان الوضع الوطني صعبا ومعقدا ومهددا لتماسك مجتمع مأزوم وصلت ازمته المعتقدة حد المجاهرة بالانفصال وحمل السلاح في وجه الدولة وامتلاك مليشيات لتنفيذ ذلك، وخزينة منهكة على شفا الافلاس إن لم تكن كذلك.
بصرامة الجندي المحترف وصبر الصوفي المتعفف، وقف ولد الشيخ الغزواني في وجه العواصف ولفح هواجر الصحراء القاسية ، بعيدا عن الخطب والمهدئات السياسية بوعودها الكاذبة، شَّرَع الابواب فالتقى بالكل حتى اصبح العدو يصدح ” وجدت صديقي” ظلت عينه مُركزة على حالة شعب يتضور جوعا، وعطشا يتمنى جرعة تُطفأ ظمأً أو يسعط بها دواء يعيد بسمة لشفة أم حزينة على فلذة كبدها.
ظل الحوض منسيا من حركة التنمية منذ قيام الدولة رغم مشاركته في “غزي الاركاب”، وتمويل جبهة مقاومة الاستعمار، والمنازلة الكبرى “يوم انيملان الخالد” ، وتأسيس حزبي الوئام والنهضة وصولا إلى مؤتمر ألاك، وحكومة الاستقلال حضر الحوض المشاهد الوطنية كلها.
كل الذين حكموا وعدوه مواعد جلها بهرجة والنزر منها مواليد “خدجٌ” بئران أو ثلاثة حفرهم المرحوم المختار ولد داداه في اعماق صحراء الحوض وتوقف عندهم زمن منشآت التنمية الواعدة، وجاءت فترة حظوة الحوض الوظيفية في ايام ولد الطائع فاحتكر الحوض وظيفة الوزير الأول وهذا يكفي اهله مقابل ان يتفاخروا بأنهم ” خزان انتخابي؟” ويعتبروه وسام شرف لا مسخرة مثيرة للشفقة، في الماضي قبلك صاحب الفخامة فاخر بعض منتخبيهم بأنهم الولاية التي لا يوجد بها منتخب معارض، كل نوابهم وقعوا عريضة المطالبة بالمأمورية الثالثة.
الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رجل المشاريع الكبرى بصمت وبإعلام حكومي عاجز عن أخذ المبادرة ونقل خبر المنجز طازجا الى كل بيت موريتاني، تأتي زيارة الحوض الذي شرب أهله في عهد ولد الشيخ الغزواني ماء زلالا لا وعدا ولا تسويفا وجلس اطفاله على كراسي مدرسية لا على التراب إن وجدوا معلما أصلا، ويرتدون زيا موحدا وينشدون نشيدا واحدا ويرفعون علما معا، اصبح أهل الحوض بفضل إنجازاته يعرفون أن الطبيب لا يعالج مريضا دون فحص بأجهزة عالية الدقة اصبحت في متناولهم، وأمن لآلف منهم صحيا، واستمعوا إلى إذاعات محلية تخبرهم وتنقل همومهم وطموحاتهم الى حيث يريدون ان تصل، عمدة ورئيس جهة الحوض في كلمتيهما واضح أنهما يجهلان تاريخ المدينة وعاصمة الولاية التي أسست في شهر أكتوبر عام 1808م 1223هجرية حيث كانت مناسبة للتذكير بها، وصحفي الربط يجهل انها مدينة تاريخية حيث يزيد عمرها عن قرنيين.
لكن يا فخامة الرئيس هل نحن اهل الحوض على قدر طموحاتك لنا ؟


