إذا كنا نعيش كل ليلة حادث قتل أوطعن, فمن حقنا أن نفرح بأن رعب البارحة كان مجرد إشاعة. هكذا هي أحلام الشعوب إنها تهون زمن الهوان. لكن من يقنع الأمهات أن أبناءهن سيعودون!!! وأن كل طعنة في هذه البلاد ككذبة البارحة!! فكل أم تحلم أن يكون خبر قتل ولدها إشاعة وكذبا.
ربما نكتشف استيراتيجيات شعبية جديدة لمحاربة الجريمة في زمن الفشل الأمني. وذلك بإنشاء لجنان للكذب. تشيع كل ليلة وقوع حادث قتل أو طعن وانتشار لدوريات شرطة وهمية في كل حي. فلربما ساهمت هذه الإشاعات المرعبة في تحويل الجرائم البشعة من حقائق إلى أوهام وإشاعات.. فنحن بهذا نحفظ مزيدا من دموع الأمهات ونحقن دماء المواطنين. ثم نساهم في نفي هذه الإشاعات. دفاعا عن الوطن. لتتحسن صورة الرئيس وترتفع معنويات رجال الشرطة والأمن. ونتهم الرئيس السابق بالوقوف وراء انتشار الجرائم ولإشاعات المتعلقة بها. بكل هذا تتحول حياتنا إلى سلسلة من أفلام الرعب حقيقة وخيالا دون استنزاف لميزاية وزارة الثقافة إنه الإبداع.إنها دولة السينما.
….
فلاني غادي بكرو
من صفحة الكاتب الصحفي جبريل جلو على الفيسبوك
