sliderمقالات ورأي

موت العلماء ثلمة في الدين/.. سيدي محمد دباد

الموت حقٌ على كل حي، فحين يأتينا هذا المصاب الجلل في من نحب تختلف ردود أفعالنا معبرةً عما تختلجه صدورنا من الحزن والأسى،
عندما يختطف الموت أعز الناس على قلبك فلا شك أنك ستبقى حائرا رغم يقينك أن الموت حق..
لم أصدق عندما فتحت التسجيل الصوتي من حفيدته المدللة التي اختنقتها عبرة كادت تسيطر على صوتها لتخبرني بهذا الخطب الجلل وهي لا تكاد تنطق من هول الصدمة وكيف لا فهذا جدها الذي أحبته وجبل عليها ،،يناديها كل لحظة إماليفيدها بحكم شرعي أو بحكمة بالغة فإذا أرادته أبا فهو أب حنون وإذا أرادته شيخا معلما ومربيا،فهو شيخ ومعلم ومربي ،،وإذا أردناه حكيما تتغذى عائلتنا بحكمته وتوجيهه فهو حكيم وناصح أمين إنه والدنا وشيخنا وأحد علمائنا الأجلاء العالم الورع السخي الوفي الصدوق محمد محمود (حم) ولد محمد الشيخ ولد حمد ولد محمد الصالح ولد أبّاهَ غادرنا اليوم عصر الجمعة الموافق ٣٠ ربيع الأول ١٤٤٣ هـ ،الموافق 05/11/2021 عن عمرناهز التسعين قضاه كله في ما ينفع الناس ويمكث في الأرض مخلفا وراءه إرثا كبيرا من الكرم والورع والشيم والأنفة ماينوء بالعصبة أولي القوة ،،كان رحمه الله صواما قواما لليل مشاء في الظلمات إلى بيوت الله، نصب نفسه لتدريس العلم أكثر من سبعين سنة لم يستلم وساما من حكومة ولم تحمله قدماه إلى وليمة إلا إذا كانت من أجل مصلحة عامة في ما يرضي الله ويؤلف بين الناس، كان مثالا رحمه الله في الورع والتواضع، لا يخاف في الله لومة لائم شجاعا في قول الحق ،،نشأ رحمه الله في بيت والده محمد الشيخ ولد حمد وكان محمد الشيخ رجلا سخيا لا يرد سائلا وكانت له إبل يحمل على ظهورها المِيرة للناس رُوِّضت إناثها وذكورها على حمل الأمتعة وكان يوزع الملابس (الخنط)على ضعاف الناس سرا؛؛،، كبر فقيدنا في هذا البيت البرمكي مع أخ وأختين وهو أكبر إخوته نشأوا تحت رعاية والدهم هذا وقد أحسن تربيتهم وأنار لهم طريقا سالكا إلى كل المحامد والخصال الحميدة فكان أخوه محمد الأمين(ميمي) عالما ورعا كريما خلوقا وكانت أخته فاطمة (توتو)مثالا في الكرم والنبل وحسن الخلق وكانت تعلم الصبيان كتاب الله العزيز مجانا وتقدم لهم الهدايا تشجيعا على التعلم ، تميز هذا البيت الذي عرف بالكرم والعلم والرئاسة بكل فضيلة ، فجدهم حمد ولد محمد الصالح هو الذي تولى الزعامة بعد والده وكانت له شهرته ومكانته ،، لم يلفت هذا كله انتباه فقيدنا ولم يعبأ به فضل العزوف عن الشهرة والبحث عن المال والجاه اكتفى بما ورِث من مال حلال وأقبل على شأنه لا يريد علوا في الأرض ولا فسادا، لا يرغب إلا في ماعند الله ولايخشى إلا منه، كان رحمه الله خلوقا حاذقا نبها مهابا كريما لا يرد سائلا ،،فبرحيله اليوم رحلت المروءة والإستقامة وفقد المجتمع الرمضاني والجكني أجل مشايخه مخلفا وراءه فراغا صعب سده وتاركا ثلمة في الدين ،،نرجوا الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يتغمده برحمته التي وسعت كل شيء هو ووالدينا وجميع أسلافنا وأن يجمعنا جميعا في مستقر رحمته تحت ظل عرشه بلا سابقة حساب ولا عقاب وصلى الله وسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته أجمعين ،،سلمنا بقدر الله ولا نقول إلا مايرضيه وهو حسبنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.
سيدي محمد دباد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى