
الحرية نت – السمارة: تم، يوم الثلاثاء 18 فبراير 2025، وضع حجر الأساس لأول محطة استراحة على الطريق الرابط بين إقليم السمارة والحدود الموريتانية عبر جماعتي أمگالة وتفاريتي، وذلك في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية للعاهل المغربي، وتجسيدًا لرؤيته الرامية إلى تعزيز الروابط بين المغرب وعمقه الإفريقي عبر المبادرة الأطلسية.
ويُشكل هذا المشروع الطرقي محورًا استراتيجيًا يهدف إلى تعزيز الأنشطة الاقتصادية المحلية، وتنشيط التجارة والخدمات في المنطقة، كما يُعدّ ركيزة أساسية في ربط الدول الإفريقية غير الساحلية بالمحيط الأطلسي، مما يسهم في تعزيز التكامل الإقليمي ودعم الاقتصاد القاري.
وسيُساهم هذا المشروع في تقليص المسافة بين المغرب والحدود الموريتانية، مما يُسهل حركة النقل والتبادل التجاري، ويُخفض تكاليف اللوجستيك، كما سيقلل من زمن عبور البضائع والمسافرين، مما يؤدي إلى انسيابية أكبر للحركة الاقتصادية ويعزز من تكامل سلاسل التوريد الإقليمية.
إلى جانب ذلك، من المتوقع أن يُحدث المشروع فرص عمل جديدة، تساهم في تحسين ظروف المعيشة وتعزيز الاستقرار السكاني في الجماعات الحدودية، مما يندرج ضمن جهود المغرب الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف مناطقه.
يمتد المشروع على مسافة 93 كيلومترًا وبعرض 6 أمتار، ليُشكل الرابط الحيوي بين جماعة أمگالة ومدينة بئر أم كرين الموريتانية، وذلك بتكلفة إجمالية تبلغ 49,72 مليون درهم. وقد وصلت نسبة تقدم الأشغال إلى 95%، مما يعكس الإرادة القوية لإنجازه وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، تماشيًا مع استراتيجية المغرب الهادفة إلى تعزيز بنيته التحتية وتطوير ممرات تجارية فعالة نحو إفريقيا.
في إطار هذه الزيارة الميدانية، تم تفقد سير الأشغال التي أوشكت على نهايتها، مع التأكيد على الالتزام بسرعة الإنجاز وتوفير مرافق حديثة تُلبي احتياجات مستعملي الطريق وتعزز الجاذبية الاستثمارية للإقليم. كما تم إطلاق خط جديد لسيارات الأجرة من الصنف الأول، يربط بين السمارة وجماعة أمگالة عبر منطقة لكعيدة، مما يُسهّل تنقل المواطنين، ويُعزز الربط بين مختلف المناطق، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على مستوى التنمية المحلية وتحسين الخدمات اللوجستية.
يُجسّد هذا المشروع رؤية المغرب في تطوير بنيته التحتية وفق منظور متكامل، يجمع بين تعزيز التكامل الإقليمي، وترسيخ السيادة الوطنية، وإطلاق دينامية تنموية مستدامة تعود بالنفع على السكان والاقتصاد الوطني والقاري.
ويمثل هذا الطريق حلقة وصل حيوية بين المغرب وموريتانيا، ما يعزز من مكانة البلاد كبوابة اقتصادية رئيسية نحو إفريقيا، ويُساهم في تسريع حركة التجارة والخدمات، بما يُرسخ دور المغرب كفاعل استراتيجي في تعزيز الاندماج الإفريقي وتحقيق التنمية المشتركة.
محمد الحبيب هويدي -مراسل وكالة الحرية نت ـالمغرب