sliderمقالات ورأي

العداء العربي الإيراني صناعة أمريكية!!!

التراد بن سيدي

إلى متى سيظل جزء مهم من شباب العرب مشغولون بنبش الماضى والبحث عما يدعم العداء الثابت المستحكم بينهم والفرس؟! إلى متى يغرق شباب طيب بريء في وحل الطائفية بحجة العداء مع الفرس الذين لايعرفون ملذا ينعتوهم مرة مجوسا ومرة صفويون ومرة ملالى دينين ؟!
كيف تم زرع كل هذا الهراء والخزعبلات والاساطير والاضاليل؟! كان في الماضى صراعات كثيرة وكان في الماضى تعاون على كل الصعد وكان تكون الثقافة العربية واستيعاب علوم كل الامم التى دخلت في الإسلام بتعاون عميق بين العرب والفرس وباقى الاقوام الذين دخلوا في الإسلام ، إن أغلب رجال العلم والفكر العربى والإسلامى هم من الفرس دون ان يكون ذلك ناقصا من عروبتهم
لقد مر الماضى باحداثه الجيدة والسيئة واعقبه حاضر بظروفه ومتطلباته نتفق معهم ونختلف كذلك دون ان يكون ذلك حكم بلعنة أبدية لاحدنا ،إننا إخوة في الدين وفي الجوار وليس بالإمكان تخوين أحدنا من الإخر.وإن وضع خلافنا في الماضى وحتى في الحاضر بالمستوى الذي يضعه فيه بعضنا مضر شديد الضرر بقضايانا الكبرى مع من.هم أعدى وأعمق تاثيرا على الحاضر والمستقبل..
إن إشغال العقول والاقلام بإحياء العداء العربي الفارسي يشكل خللا كبيرا في العقلية وفي وعي هذ الجيل الذى تأثر بأزمة الثورة العربية والهجمة الأمبريالية الرجعية واختلطت في اذهانهم الصور فانخرطوا في الهجمة الإمبريالية الصهيونية الرجعية ضد نظام الخميني وحلفائه الذين عبروا عن توجه معاد للصهيونية ،فاستغلوا الحرب مع العراق التى لم تكن تخدم أحدا وقد فرضتها ظروف معقدة على الطرفين لقد صورت الصهيونية والرجعية أن نظام الخميني ضد القومية العربية وبأن حربه مع العراق دليل على ذلك وصوروا إطاحة امريكا بنظام العراق أنه لصالح ايران فاوقعوا تيارا واسعا في تيه ابدي ،
إن إيران لا تخدمنا لكنها لاتعادينا بشكل مطلق ،وفي الوقت الحاضر تلتقي معنا لو وجدتنا ، إننا متخندقين مع امريكا والصهيونية ،وإيران هي التى وحدها تقف في وجه أعدائنا ،وهي وحدها التى وفرت للفلسطينين مايقاومون به أعداءهم ،وهم الذين يحاصرون ويقتلون وأعطوا افضل قادتهم ذهبوا شهداء ونحن في رحلتنا الدائمة نبحث عما يضر إيران وما يباعد بيننا وبينها!!
فهل يمكن استمرار هذا العبث ،حتى بعد ان اعلن اترامب آراءه نرى من يحاول لفت نظرنا إلى محاولات إيران نشر التشيع ، هل نحن طايفيين تكفيريين ؟ ام نحن مدنيين عصريين ؟!
لقد كان البعث عندما كان بعثا لايتحدث في الطوائف ولايتحدث حتى في الاديان فهل عقد مؤتمر قوميا بعد مؤتمره السادس الذي أصدر بعض المنطلقات النظرية ؟!
إننى أشعر ان هناك نوعا من البعثية غير الذي عرفناه وشكل في مرحلة من حياتنا أملا في البعث والتحرر والوحدة والنهوض وحملة رسالة العرب الخالدة ،
إن الماضى مضى ويجب ان لايشكل عائقا يعيق العمل في الحاضر حيث انه لن يكون المستقبل إلا نتيجة ما نعمل الآن في الواقع ،
فإذا بقينا نعيش الماضي ونعطيه التفسيرات التى تسمع اليوم فلن يكون لنا دور في ما يتطلبه الواقع من عمل للمستقبل. !!!
يحب ان يعلم الجميع انه لم تخلق امة مكتوب عليها عداء أبدي لأمة أخرى إلا ما جاء في القرآن عن من هو اشد عداء للإسلام، وليس الفرس وليس الصفويين، وإذا كان للفرس طموح كأمة يختلف عما تطمح إليه الامة العربية فليس ذلك مدعاة لعداء لا ينتهى ، وإذا كان للإيرانيين ميل إلى مذهب فليس في ذلك ما يضر الامة العربية ويثيرها ،إنها كلها مذاهب إسلامية ،وإذا كان الإسلام يتطلب الوحدة فذلك أمر عام ليس المسؤلية فيه من ذنب إيران ،وفق الله الجميع

التراد سيدى

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى