sliderتقارير

نواكشوط: السفارة الفلسطينية تحيي الذكرى 58 لانطلاقة الثورة الفلسطينية

أحيت سفارة دولة فلسطين في العاصمة الموريتانية نواكشوط الذكري 58 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني، فتح.

الاحتفال الذي شهد حضورا معتبرا لقادة الأحزاب السياسية الموريتانية، وممثلي السلك الدبلوماسي العربي في نواكشوط، شاركت فيه جماهير فلسطينية وموريتانية غنت معا أغاني الثورة وعبرت عن سعادتها بإحياء ذكرى كانت بداية حقيقية لانطلاق شرارة الثورة التي استمرت حتى اليوم عاقدة العزم على تحرير فلسطين والدفاع عن مواطنيها ومقدساتها.

الحفل شهد تبادلا للخطب بين سفير دولة فلسطين في نواكشوط وبعض الشخصيات الفلسطينية الفاعلة من ضمنهم ممثل حركة فتح ورئيس الجالية الفسطينة في موريتانية، حيث شددو جميعا على دعم نضال الشعب الفلسطيني والوفاء بالعهد الذي قطعوه للشهداء ولقادة الكفاح العربي ضد المغتصبين الصهاينة.

السفير الفلسطيني في نواكشوط محمد قاسم أسعد الأسعد قال في كلمته بالمناسبة: إن العام 2022 هو الأكثر دموية في حياة الشعب الفلسطيني ينتهي ونحن نستقبل عام جديد نتطلع الى ان يكون واقع الحال الفلسطيني هو الأفضل، وان يشهد العالم والعام الجديد ميلاد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الأبدية، وان يكون التواصل الفلسطيني والعطاء والانتصارات، عام المجد والحضارة والتاريخ، عام الوحدة والتوحد والانطلاقة المجيدة لفجر قادم طالما انتظره احفادنا الذين حملوا الأمانة وكانوا الاوصياء على الحق الفلسطيني ودماء الشهداء الابطال.

ويشكل بداية العام ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، والتي عُمدت بدماء الشهداء والجرحى وسجلت تاريخا امتد لاجيال، من الشهيد احمد موسى سلامة الى الشهيد الرئيس ياسر عرفات ، تاريخ، وثورة، وكفاح، وحكاية شعب فلسطين الذي قدم خيرة رجاله من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

وأضاف الأسعد: “انها حكاية الانطلاقة وقصة (عيلبون) التاريخ والحضارة، وفجر المقاومة الفلسطينية الباسلة، وتلك الايادي التي صنعت تاريخ المجد لشعب رفض الركوع والخنوع للواقع، مقدما الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين، و رووا الأرض الطاهرة بدمائهم الزكية، وكتبوا قصص الكفاح على طريق شمس الحرية والاستقلال.

لقد كرست الثورة الفلسطينية المعاصرة واقع تراكمي للشعب الفلسطيني على طريق نيل الحرية والاستقلال، وان هذا التراكم النضالي والإنجازات للثورة الفلسطينية المعاصرة، مكنها من شق طريق الحرية والطرح الوطني والشعار الواقعي، معتمدة على الوحدة الوطنية أساسا في النضال والكفاح والشراكة طريقا لممارسة الثورة وعملت على (استقلال القرار الفلسطيني) وحافظت على وحدة الموقف، ووضعت الاستقلالية عنوانا لا يقبل الهيمنة ، ولا الاحتواء، ولا التبعية، وعملت بحيادية مطلقة، وكانت البوصلة فلسطين، والقدس العاصمة للدولة الفلسطينية.

ومع انطلاقة عام 2023، ورغم التحديات، وفي ظل تغيرات إقليمية ودولية، ومخاطر جمة تهدد القضية الفلسطينية ابرزها ما يتمثل بصعود اليمين المتطرف الإسرائيلي وتشكيل حكومة ائتلاف يميني مع حزب الليكود برئاسة نتنياهو ، فإن روح العطاء والفداء والاحرار لنيل الحقوق الفلسطينية تتجدد ويكتب شعب فلسطين كفاحه عبر التاريخ .

فهذه الثورة وجدت لتنتصر، وسوف تنتصر مهما طال الزمن، وفي ذكرى انطلاقتها ستبقى نبراسا للأجيال وستبقى حامية الدولة، وستكون قبله لكل فلسطيني يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من اجلها ، وستبقى الثورة الفلسطينية خالدة عبر التاريخ، لن تنال منها مؤامرات الأعداء مهما اشتدت شراسة المؤامرة، ولا يمكن لأحد ان ينال من إرادة أبناء فلسطين، هذا الجيل صانع الانتصارات والحافظ للامانة.

الحضور الكريم..

اليوم وبعد ثمانية وخمسين عاما من تلك الانطلاقة المباركة، لا زالت فلسطين كما كانت، صامدة، شامخة بتاريخها وحاضرها، وبشعبها المرابط بابنائه كافة، المناضلين والمضحين، كل في موقعه، متجذرين في ارضنا الفلسطينية، بجبالها ووديانها وزيتونها ومقدساتها وارثها الحضاري الذي تتوارثه الأجيال منذ فجر التاريخ والى اليوم، وسنبقى الى ان يأتي امر الله ونحن كذلك.

لقد ارتكب الاحتلال اكثر من 50 مذبحة ضد شعبنا في عام 1948 ودمر اكثر من 500 قرية فلسطينية، ولا يزال يتصرف كقوة احتلال استعماري، ويمارس جرائم التطهير العرقي والعنصري، وينتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بينما يستمر المجتمع الدولي في صمته أمام هذا السلوك الاجرامي، رغم صدور اكثر من الف قرار أممي لصالح فلسطين وحقوقها المشروعة، ما يشجع هذا الاحتلال على مواصلة جرائمه بحق شعبنا وارضنا ومقدساتنا.

الاخوات والاخوة..

ان مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تستعد لضم وابتلاع المزيد من ارضنا الفلسطينية، ستفشل حتما بثباتنا على ارضنا، كما اسقطنا صفقة القرن سوف نسقط مؤتمرات هذا الاحتلال الاستعماري، بوحدتنا وبتمسكنا بثوابتنا الوطنية وبمقاومتنا الشعبية، وبحكمة القيادة الفلسطينية وعلى راسها السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظه الله.

الحضور الكريم..

بينما نحيي ذكرى انطلاقة ثورتنا المباركة، يكون قد مر خمسة وسبعون سنة على النكبة، التي ولأول مرة سيجري احياء ذكراها في الأمم المتحدة في الخامس عشر من أيار عام 2023 في رد اممي هو الأقوى على الرواية الصهيونية الزائفة، فلا حقيقة اصدق من رواية شعبنا الفلسطيني الراسخ في ارضه المقدسة منذ اكثر من خمسة آلاف عام، وسوف نبقى متمسكين بحقوقنا التاريخية في ارضنا ومقدساتنا وممتلكاتنا التي اقتلعنا منها بفعل الطغيان والإرهاب الإسرائيلي، والذي يعمل فوق ذلك على محاولة تزييف الحقائق ليتسنى له مصادرة المستقبل بالاتكاء على تزييف التاريخ.

فحقنا في ارض فلسطين ومقدساتها ثابت لا يقبل التأويل، وشعبنا الفلسطيني مستمر في صناعة الحياة والحضارة على هذه الأرض، فخورا بتراثه وحضارته وثقافته وموروثه الإنساني جيلا بعد جيل الى يومنا هذا الى الابد.

الحضور الكريم..

لقد ارتبطت هذه الثورة العملاقة بارض الرباط، ارض موريتانيا الشقيقة والتي وقفت مع هذه الثورة منذ البداية، في فتح مكتب لحركة فتح ثم م.ت.ف حتى فتحت أبواب سفارة دولة فلسطين.

ان هذا الشعب الشقيق المعطاء لم ولن يتخلى يوما عن مد يد العون سياسيا واقتصاديا ومعنويا وماليا لشقيقه الشعب الفلسطيني، وان استمرار هذه السياسة الحكيمة والتي يقودها السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حفظه الله ورعاه، انما تنم عن عمق هذه العلاقة، وتبني هذه القضية العادلة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني إقليميا ودوليا.

فلموريتانيا منا كل المحبة والتقدير والاحترام، سنبقى أوفياء لهذا الشعب العظيم الذي ناضل ويناضل من اجل فلسطين.

عاشت الاخوة الفلسطينية الموريتانية.

عاشت القدس عاصمة ابدية لدولتنا الفلسطينية.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

الحرية لأسرانا الابطال

الشفاء لجرحانا البواسل.

عاشت الثورة وذكرى انطلاقتها الخالدة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى