صحافة المواطنهاشتاق
قرأت شيئا من الخيال عن بلدكم وعلى الأرض عاينت شيئا آخر

حدثنى صديق لى موظف للدولة عاد للتو من مهمة عبر خلالها طريق الأمل جيئة وذهابا مع وفد خبراء وفنيين أجانب حديثا يقطع نياط القلب عن واقع الطريق يقول صديقى (الصور بعدسته) /
( حبيب الله الكتابة عن رحلتى تحيلنى للجنون والانفجار كمدا على واقع بلد بالغ المعاناة مدنا وطرقا وخدمات، كنت فى مهمة رسمية رافقنى فيها اجانب من اوروبيين وغيرهم، سياراتنا كلها عابرات رمال ووضعياتها جيدة ومع ذلك حولناها فى مقاطع من الطريق إلى قوارب شراعية فقدت اصلها كسيارات، حتى أنها اصبحت سلحفاتية السير.
ماكانت تقطعه فى ساعتين تطلب منها هذه المرة 10ساعات، احدثك عن طريق متهالكة كل مقطع فيها ينسيك سوء الآخر ووعثاء عبوره.
حوادث سير على مدار الساعة انهيارات رملية بسبب مياه الامطار التى ازاحت كل أثار الاسفلت ودعامات الطريق وطبقاته واساساته، الشاحنات تعانى تبتلعها الحفر تنحرف بها الحواف المسننة الندية وهي كل مابقي من الطريق فى معظم المقاطع فتترنح بحمولتها اشخاصا وبضائع مخلفة خسائر مادية وبشرية مؤلمة، اما الباصات والسيارات الصغيرة فسرعان مايخلفها الجهد وهي تناطح الطين والوحل فتنقلب اوتتصادم اوتبتلعها حفر مائية لا خلاص من اتونها، وضعية مؤلمة تجرح الضمير الوطني.
سالنى دركي فى نقطة تفتيش( كيف حال الطريق) فسالته( واين الطريق).
أحد الاجانب دون البكاء يحدثنى بمرارة (.قرات شيئا من الخيال عن بلدكم وعلى الأرض عاينت شيئا آخر
لن تتحقق تنمية ولا بناء دون طرق ممهدة، لاتحدثنى عن تعليمكم وصحتكم يكفينى حال هذه الطريق إذ مع وضعيتها الحالية من المستحيل ان يستقيم تعليم اوصحة اوزراعة اوصناعة)، كلامه كان نافورة متقيحة ضخها فى قلبى المهموم بواقع بلدى،المدن مرهقة تماما.

توقفنا لزيارة منشآت صحية وخدمية، ماذا اقول: مستشفيات مبنية وداخلها طواقم ليس لديها ما تستطيع القيام به
صادفتنا ورشة متنقلة لمؤسسة تعنى ببناء وصيانة الطرق، كان عمال الورشة اشبه ببدو رحل معزبين للتو، دفعنى الفضول لاسأل احدهم ربما كان رئيس الفريق( ماالذى تفعلونه هنا فلاطريق مبنية أصلا حتى تتولوا صيانتها).
اجابنى بمرارة ( لا شيئ لدينا لنقوم له آليات معدومة وتمويلات متذبذبة لاتكفى حتى لبناء كلم واحد من الطريق كأننا هنا للسياحة فقط، صراخ وزيارات ميدانية وعلى الأرض لاشيئ على الإطلاق).
عدت من المهمة رداءة الطريق تحول الثانية إلى ساعة واليوم إلى اسبوع ويكون الهدف أن تعود سالما فقط حتى أنك تنسى داخل نهر الوحل والطين والتسيب الممتد من ( كرفور مدربد) الى قلب مدينة( النعمة ) مهمتك ومهنتك وهويتك وماضيك وحاضرك وانت لمستقبلك أكثر نسيانا).
من صفحة حبيب الله ولد أحمد