صحافة المواطنهاشتاق

الأولويات هي الصحة والتعليم والبنى التحتية الأساسية والقطاعات الخدمية

سينتهي مهرجان وادان “وتشرب كل حفرة ماه” ويعود الوافدون من العاصمة، و تبقي بعض الصور و الاحداث العالقة في الذاكرة منها ماهو هام ومنها مادون ذلك.

خطاب رئيس الجمهورية الذي تضمن تشخيصا دقيقا لواقع اجتماعي مريض وما يتطلبه الانصاف والتقدير لبعض المكونات المظلومة، ودعوته للوقوف في وجه المد القبلي وكل المسلكيات المناقضة لماهية الدولة، لكن يبقى التحدي الجوهري المطروح هو كيفية نقل المضامين والقيم الجمهورية الواردة في هذا الخطاب الهام الى واقع ملموس يشفي آلام مجتمع لم يعد تقليديا ولم يجد طريقه الى المعاصرة بل يعيش في برزخ خطير بين الحالتين.

خطاب معالي وزير الثقافة كان وقفة اخرى و كان رائعا جدا أعجبني كثيرا.
كذلك سنتذكر تصفيق الوزير المجامل الجميل على اقاع بنجة، تماما مثل ما نتذكر تصفيقه للرئيس السابق وجلده لقادة المعارضة في عهده، قبل جلده لعزيز مؤخرا وحمله لحقيبة الزعيم احمد ولد داداه، دون أن نعرف مالذي تغير بالضبط هل الزعيم احمد لم يعد ذلك المعارض القوي الذي يقصفه الجميع ام ان حماس معالي الوزير كناشط سياسي من الطابور الخامس أقوى واشرس من مواقفه كوزير للثقافة و الشباب و الرياضة و الناطق الرسمي باسم الحكومة.
مع احترامي لذكاء الإطار الجمركي المتفوق على دفعته واعجابي بقدراته الخطابية، الا انه يا معالي الوزير ، خلافا لما صور لكم بعض المدونين لن يكون حملكم للحقيبة مؤشرا على ان الامور بخير و لن ينسينا بعض الموافق و الآراء الصادرة عنكم في مشاهد مصورة و محفورة في الذاكرة الجمعية المعاصرة لنخبة هذه البلاد.

سنتذكر كذلك، ذلك الرجل الراقص المستميت دفاعا عن حقه في ان يرقص، و تماما مثل جهلنا لسر ذلك الحماس-الذي ارجوا ان لايكون متعلقا بصحته النفسية-
نجهل كذلك اسباب صده بعنف و منعه من مراده رغم تعاطف و تشجيع الجمهور “هي اللا موريتاني” كما يقول الشيخ ولد سيد يحي يرقص فيها دون سبب ويمنع فيها من الرقص دون سبب.

سواء كان المهرجان، مهرجان المدن القديمة او مهرجان مدائن التراث، سواء سمع الرئيس (شعرا هنديا) “كريهي بندريهي كاب كرامهي” او طرب هيام يونس مثل ما اختار وزير الثقافة الأسبق ولد الشيخ سعادة السفير الحالي لبلادنا في الكويت ام سمع اشياء اخرى سيبقى المشكل الجوهري و المعضلة الأساسية لهذه البلاد هما التخلف و غياب التنمية و سوء الخدمات الأساسية و ردائتها وبطئ وضعف وتيرة البرامج التنموية.

لا أريد التقليل من أهمية التراث والثقافة، لكن الأولويات هي الصحة هي التعليم هي البنى التحتية الأساسية هي القطاعات الخدمية هي الماء هي الكهرباء هي التغطية الجيدة بالشبكة العنكبوتية.
اننا نتخبط في الحضيض في الوقت الذي تشهد فيه دول الجوار المغرب و السنغال نهضة حقيقية و نتائج ملموسة لمشاريع التنمية و آفاق تنموية واعدة ، طبعا لا أحد منا يريد اللحاق بركب الدول الفاشلة تماما والممزقة بالنزاعات مثل مالي و اليمن.

اعرف انكم المرابطون و انكم بلاد المليون شاعر و انكم إمبراطورية غانا وان وادان هي واد من العلم وواد من التمر.
هكذا كنتم لكن هذا لا ينفع في ارتفاع الأسعار و لا في التسرب المدرسي و لا في اتساع دائرة الفقر و البطالة.
فهل من سبيل سالك للخروج من دوامة الفقر و التخلف وبناء دولة عصرية على أسس سليمة ارجو ان نجد ملامح ذلك التوجه في قادم الأيام و في ترتيب الأولويات والتطلع الى مستقبل افضل.
لنبدأ عملية البناء الوطني و لنجسد ذلك في قطيعة حقيقية مع اختلالات و عثرات الماضي سواء تلك المتمثلة في تراكمات و أخطاء الانظمة الماضية او عجز و تقصير البعض لكي لا أقول كل من أسندت إليهم مهمة النهوض والاقلاع المنشود.

“فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض” صدق الله العظيم

Ahmedsalem Ouldboubacar

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى