مقالات ورأي

صيحة أركيز .. الدروس المستخلصة

شكلت إنتفاضة الساكنة في أركيز العتيقة منعطفا مفصليا ولحظة تحول تاريخية في سبيل المطالبة بالحقوق  والعيش الكريم سيكون لها ما بعدها ،
فلاشك ان القهر عندما يتزايد  يولد الإنفجار الكاسح الذي لا تستطيع أي حكومة في الدنيا مجابهته
ولاشك أيضا أن حديث الشارع الموريتاني اليوم  لا يخرج عن بوتقة تزايد أحزمة الفقر وأتساع دائرة الحرمان بالبلد سواء تعلق الأمر بمنصات الفيس بوك أو على أرض الواقع
هناك تحديات جسيمة عظيمة باتت  تؤثر على حياة الموريتاني بشكل مباشر وعلى واقعه وطموحه و أهدافه ، فالمعادلة التقليدية التي تجعل الحياة متوازنة و محتملة من خلال قدرة الفرد على الموازنة بين دخله و إلتزاماته قد ضاعت تحت أكوام من الكوارث أساسها استفحال الفساد وسوء ادارة الدولة
تكريس_التعاسة
الشعب الموريتاني شعب غير سعيد ،  والسبب يكمن في المعاناة التي دأب يكابدها  على يد حكوماته المتعاقبة وسياساتها الترقيعية الفاشلة التي استنزفت كل موارد الدولة لتمويل مشاريع الوهم اللا تنموية
إن البحث عن السعادة لم يعد قرارا فرديا بقدر ماهو محصلة مجموعة من العوامل أهمها حق الفرد في العمل و قدرته على الانتاج وعلى تلبية احتياجاته و إحتياجات عائلته بكرامة ، وهذه القدرة هي أساس احترام الفرد لنفسه ، و الحكومات الموريتانية  المتعاقبة تسعى فقط لحرمان المواطن  من هذه القدرة من خلال إثقال كاهله بالأسعار المرتفعة حد الجنون والضرائب المجحفة و البطالة المنتشرة ،
 وحدهم بورجوازية المال الحرام من يرفلون في رغد متناسين غالبية الشعب الماكث في الخصاصة والمتربة
هذه الملمة هي ما أدت في المحصلة الى خروج نسبة كبيرة من مسحوقي الشعب في أركيز وقبل ذلك الطينطان وكوبني …الخ ،  نتيجة القنوط و اليأس من إمكانية تحسن الأمور وتوبة الفاسدين  ،
 إن كل ما ورد أعلاه يشير الى إقتراب المجتمع من حافة الإنفجار ، و كل ما أشرنا إليه هي نواقيس خطر تدق بدرجات مختلفة من القوة الى ان يصل الموريتانييون الى درجة الغليان  عندما تتعادل قسوة الجوع والتعاسة مع قسوة الموت وتصبح الحياة و المنية سيان .
بقلم : الشيخ ولد التراد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى